للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم تحية المسجد وقت النهي]

السؤال

الذي يدخل المسجد في وقت النهي هل يحق له أن يصلي تحية المسجد؟

الجواب

أيضاً هذه مسألة خلافية بين أهل العلم، هل إذا دخل الإنسان المسجد في وقت النهي فهل يجلس أو يصلي؟ ورد في ذلك حديثان متعارضان: الحديث الأول: (إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين) هذا حديث النهي عن الجلوس إلا بعد صلاة ركعتين.

والحديث الآخر: حديث النهي عن الصلاة في هذه الأوقات، والجمع بينهما أن يقال كما قال الإمام الشافعي وبعض أهل العلم: إنها تصلى؛ لأنها ذات سبب، إذ أن النهي إنما هو عن النافلة المطلقة التي لا سبب لها، أما تحية المسجد فهي نافلة لها سببها وليست نفلاً مطلقاً، وسببها دخول المسجد، وما دام أنه جاءنا أمر أن لا نجلس حتى نصلي ركعتين فلنصل ركعتين ولنجلس، ومن دخل المسجد ولم يصل ركعتين وجلس فلا شيء عليه، فقد قال بعض أهل العلم بأنه يجلس ولا يصلي ركعتين، فالأمر فيه سعة، من صلى فله سلف، ومن جلس فله سلف ولا ينكر عليه، ولكن من وقف، لأن بعض الناس يدخل ويظل واقفاً فلا هو صلى ولا هو جلس، يعني لا أتى بحديث هذا ولا بحديث هذا، فأنا أقول: إذا دخلت فصل أو اجلس، أما أن تظل واقفاً فلا نعلم من أين أتيت بهذا.