للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[التصديق بكرامات الأولياء]

ومن معتقد أهل السنة والجماعة: التصديق بكرامات الأولياء.

ما هي الكرامة؟ الكرامة: هي أمر خارق للعادة يجريه الله عز وجل على أيدي بعض عباده الصالحين، أما المعجزة: فهي أمر خارق للعادة يقصد به التحدي، يجريه الله على أيدي أنبيائه، والكرامات مثل كرامة عمر وهو في المدينة يخطب الجمعة فرأى الجيش يأتي من وراء سارية فقال: [يا سارية! الجبل] هذه كرامة من كرامات عمر رضي الله عنه.

والكرامة تختلف عن الشعوذة والكهانة، فإن الكرامة تجري على أيدي الصالحين وسبيلها الطاعة، أما الشعوذة والكهانة فتجري على أيدي السحرة وسبيلها الكفر والمعصية والعياذ بالله، حتى لا يختلط على الناس معنى الكرامة ومعنى السحر، فإن من الناس من يعمل على يديه أشياء يتضح بها أنه يسحر الناس.

وقد أخبرني أحد الإخوة عن بلدهم يقول: كنت أزور شيخ طريقة، ظناً مني أنه رجلٌ صالح يقربني إلى الله، يقول: فجلسنا عنده من المغرب إلى العشاء، وكان يأمرنا بالأذكار والتسبيح وذكر الله، يقول: ولما حان وقت الصلاة، قال لنا: قوموا صلوا، فقلت أنا -وأنا جديد على الجلسة، يقول ما أعرف آداب المريد ولا آداب التابع للشيخ- وأنت يا شيخ! لماذا لا تصلي؟ قال: أنا أصلي في الحرم، وهو في بلد بعيد بينه وبين المسجد الحرام ألفا كيلو تقريباً، يقول: فقمنا وذهبنا نصلي، يقول: لم يدخل في عقلي أنه يصلي في الحرم، كيف يصلي بالحرم وهو في الغرفة؟ يقول: فلما أقيمت الصلاة وأنا في المسجد خرجت من الصف وذهبت إلى بيت الشيخ، أريد أن أرى كيف يصلي في الحرم، يقول: فجئت وهو مقفلٌ على نفسه الباب، والباب خشب لكن فيه شقوق في الطول، فنظرت وإذا بالرجل راقد لا يصلي.

فهو أصلاً يعرف أنه ليس له صلاة، هو ضال، ولكن يضحك على هؤلاء بأنه يصلي في الحرم، هذا من الضلال، فإذا رجعوا إليه قالوا: أين صليت؟ قال: صليت في الحرم، هذه كرامة لي، وهذه ليست بكرامة وإنما ضلالة والعياذ بالله.