سميت الواقعة لتحقق وقوعها، إذ لا شك في وقوعها، يقول الله عز وجل:{إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ * لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ * خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ}[الواقعة:١ - ٣](خافضة) لأهل المعاصي والكفر، (رافعة) لأهل الإيمان والعمل الصالح {إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجّاً * وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسّاً}[الواقعة:٤ - ٥] أي: فتتت: {فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثّاً}[الواقعة:٦] مثل الهباء، الجبال التي ترونها عظيمة تكون مثل الهباء:{وَكُنْتُمْ أَزْوَاجاً ثَلاثَةً}[الواقعة:٧] أقسام وفرق: {فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ * وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ * وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ}[الواقعة:٨ - ١٠] ثلاث فرق يوم القيامة، سابقون، وأصحاب يمين، وأصحاب شمال، ولذا ينبغي أن تكون من السابقين، سَابِقْ من أجل أنك إذا سقطت! وكانت بالسقطة قريبة فتسقط في أصحاب اليمين، لكن لا تقل: أنا أريد أن أكون من أصحاب اليمين، فإذا سقطت فأين تذهب؟ مع أصحاب الشمال، هذا لا ينفع، دائماً اجعل نفسك في الأمام، لكن إذا قلت: لا والله أريد أن أكون مع أصحاب اليمين، ثم جئت ولست منهم فأين تذهب؟ ترجع إلى الخلف إلى جهنم مع أصحاب الشمال:{وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ * فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ * وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ * لا بَارِدٍ وَلا كَرِيمٍ}[الواقعة:٤١ - ٤٤].