قال:(ثم بعد هذا يفتح له باب إلى النار، ويقيض له الفتان أعمى أصم أبكم) هذه صفات الفتان، أعمى من أجل لا ينظر إليه فيرحمه، وأصم من أجل لا يسمعه، وأبكم لا يتكلم لا يعرف إلا الضرب، (وفي يده مرزبة من حديد لو ضرب بها جبل لكان تراباً، فيضربه ضربةً حتى يصير بها تراباً، ثم يعيده الله كما كان، فيضربه ضربةً ثم يعيده الله كما كان، ثم يصيح صيحة يسمعها كل شيءٍ إلا الثقلين ولو سمعوها لصعقوا) يقول عليه الصلاة والسلام: (والذي نفسي بيده لولا ألا تدافنوا لسألت الله أن يسمعكم صيحة واحدة فقط) لكن لو سمعتموه فلا أحد يدفن الثاني كلكم تموتون سواء وتصعقون، ولهذا القبور الآن ترونها ساكنة لكن بداخلها حسرات وعذاب أو نعيم -نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من أهل النعيم-.
(ثم يفتح له باب إلى النار) فينظر النار والعقارب والحيات والأهوال فيقول: (رب لا تقم الساعة) يقول: هذه أحسن من تلك، رغم أنه في نار، لكنه يرى النار الكبرى فيقول: رب لا تقم الساعة.