تحدثتَ في مناسبة سابقة عن الكلى وأهميتها في جسد الإنسان، وأنها نعمة من نعم الله عز وجل ينبغي أن يشكر الإنسان ربه على هذه النعمة، فما حكم التبرع بها بعد الوفاة؟ وهل يُعد التبرع بذلك من قبيل الصدقة الجارية؟ وما حكم التبرع بالدم؟ وهل هو من الصدقة الجارية؟ علماً بأن الدم الذي يستورد من الخارج فيه أمراض كثيرة وأن حالة الإيدز تأتي منه؟
الجواب
حقيقةً والله إنها من أجل النعم، وما عرفناها إلا في هذا الزمان، كان الناس قديماً يموتون مباشرةً، لكن لما جاء غسيل الكلى، ولقد رأينا كم يبذل الواحد من الجهد في غسيل الكلى، جهد لا يعلمه إلا الله! ففي كل ثمان وأربعين ساعة يغسل مرة، ويجلس تحت الكلية الصناعية أربع ساعات؛ يسحب دمه كله ويذهب إلى الكلية الصناعية، ويعاد مرة ثانية وقد نقي منه عشرة في المائة من السموم القاتلة، ويبقى تسعون في المائة فضلات، وماذا ينقيه، دولاب في ظهرك؟ صفايتان مثل يدك معلقة، واحدة تعمل، والأخرى بالتناوب، ولو خربت واحدة فالأخرى تعمل إن شاء الله.
أما بخصوص حكم التبرع بالكلى والدم: أولاً: هيئة كبار العلماء بقرارها رقم (٩٩) أفتوا بالإجماع بأن التبرع بالعضو جائز شرعاً، بل مرغبٌ فيه، إذا كان التبرع لمسلمٍ؛ وتستطيع أن تنقذ حياته بإذن الله، ويستطيع أن يعبد الله فترةً من الزمن بسبب هذه الكلية.
وكذلك الدم إذا نقل من إنسانٍ إلى إنسان آخر على سبيل التبرع من أجل إنقاذ حياة مسلم، فذلك طيب إن شاء الله، ومرغبٌ فيه، ونسأل الله عز وجل أن يثيب من يفعله.