[مخالطة الناس ودعوتهم إلى الهداية والصبر عليهم ونصحهم]
السؤال
أنا شاب موظف ويوجد لديَّ زملاء هداهم الله ولكنهم يفعلون كثيراً من المعاصي، منها: ترك بعض الصلوات، والتخلف عن الجماعة، وشرب الدخان، والغيبة، والنميمة، وسب العلماء، والاستهزاء بالشباب الملتزمين، فما هي نصيحتكم لي.
هل أبقى معهم أم لا، مع أنني مستمر في نصحهم؟
الجواب
مخالطة الناس، وتغيير وضعهم، والصبر على أذاهم أفضل في نظر الشرع من اعتزالهم؛ لأن الاعتزال عمل سلبي يقدر عليه كل واحد، ولكن الإيجابية في أن تختلط بالناس صعبة، ولكن بشرط: أن تؤثر فيهم بالخير، ولا يؤثرون فيك بالشر، شأنك في ذلك شأن المصلحين، أو الأطباء، فالطبيب إذا دخل بين المرضى أعطاهم الدواء، وامتنع عن أخذ الداء؛ لكن إذا انعزل عن المرضى وقيل له: هنا مرضى، قال: أنا لا أحب المرضى ولا أقدر أن أدخل عليهم، وأنا طبيب سأقعد لوحدي، ابحثوا لي عن أناسٍ أصحاء أجلس معهم، هل هذا يسمى طبيباً؟! لا.
فأنت أيها الرجل الصالح! أيها الأخ الملتزم! ما دام أن عندك زملاء مرضى؛ إما بالمعصية، أو بالفسق، أو بالاستهزاء، وهذا كفر -والعياذ بالله- لأن الاستهزاء بالله يصل بالإنسان إلى درجة الكفر -والعياذ بالله- فأنت مطلوب منك بحكم موقعك وعملك معهم أن تعالج أمراضهم، وأن توجههم، وتستمر في نصحهم، ولا تستعجل منهم الهداية، فإن الله لا يعجل لعجلة أحد، الهداية بيد الله، والله ليس على ما تريد، إي نعم، أنت على مراد الله، عليك الإبلاغ والنصح، والله هو الذي يتولى الهداية، وقد تستمر في النصح شهوراً وسنوات ولا يستجيب الله.
لكن متى يلزمك أن تنتقل من هذا المكان؟! إذا رأيت عليك خطورة منهم، بحيث أنهم أصبحوا يشككونك، أو يؤثرون فيك، أو لا يسمعون كلامك، أو أنت نفسك لم تعد تدعوهم، لا بد لك أن تنجو بجلدك وتفر منهم.