الباب الثاني في الخطورة وهو باب: الفرج: ومعصيته الزنا واللواط -والعياذ بالله- وقد سمعتم الوعيد في الزنا؛ أما اللواط فهو الفاحشة الكبرى والمنكر الأعظم الذي تستنكره حتى الحيوانات، يقول عبد الملك بن مروان أحد خلفاء بني أمية: والله لولا أن الله قصَّ علينا في القرآن خبر قوم لوط ما صدقت أن رجلاً يركب رجلاً.
لأن هذا تعافه حتى الحيوانات، لا يوجد حمار يركب حماراً، ولا كلب يركب كلباً، ولا قرد يركب قرداً، ولكن الإنسان إذا ضل وانحرف عن منهج الله فعل هذه الفاحشة، ولذلك سماها العلماء الفاحشة الكبرى، وقرر الله لها عقوبة من أعظم العقوبات مقتبسة من فعل الله بقوم لوط الذين أرسل الله عليهم الملائكة، فحملهم جبريل على طرف جناحه حتى بلغ بهم أعلى السماء ثم قلبها عليهم، قال الله تعالى:{جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ * مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ}[هود:٨٢ - ٨٣].