فضيلة الشيخ: ما أحوجنا إلى العمل، فأكثر الناس يسمعون الكلام، ولكن لنا ولهم موقف إيجابي ينعكس على حياتهم، فهناك من يسمع ولا يطبق، فهل من نصيحة?
الجواب
أخشى ما نخشاه -أيها الإخوة- أن يصبح الناس مدمنين على المحاضرات، ويكون الهم الأول والأخير أن يحضر من أول الوقت إلى آخره، ثم يخرج إما أن يثني أو يذم، ولا يكون لهذه المحاضرة أثر في حياته، وهذا ليس فيه مصلحة، بل هذه حجج عليه، والصحيح أن تكون هذه المحاضرة بمثابة الوصفة الطبية التي تعرض نفسك عليها، وكلما سمعت شيئاً تسأل نفسك: فإذا سمعت أمراً بالصلاة تسأل نفسك، وإذا سمعت أمراً بطاعة الله تسأل نفسك، وإذا سمعت النهي عن المعاصي تسأل نفسك: أين أنت منه؟! ثم تحاسب نفسك في كل لحظة وتعود إلى الله وتغير حالك إلى الأحسن، فإذا اتبعت هذا الأسلوب فإن كل محاضرة تحضرها تزيدك إيماناً وصلاحاً وتقوى عند الله عز جل، أما إذا اكتفيت من الحضور بالسماع فهذا لا يكفي، أي: قبل المحاضرة تغني وبعد المحاضرة تذهب لتغني، وقبل المحاضرة أنت مدخن وتشعل السيجارة عند باب المسجد، وقبل المحاضرة أنت على الأفلام وبعد المحاضرة تسهر على الأفلام، وقبل المحاضرة كنت تمشي في الشارع وتنظر إلى النساء وتمتع نظرك بالحرام، وبعد المحاضرة مستعد أن تنظر في الحرام، نعم.
ما قيمة هذا الحضور؟ إن مثل هذا كمن يأتي إلى الطبيب فيأخذ الأدوية كلها ثم يرميها في القمامة ولا ينتفع بها.
لا.
نحن نأتي إلى هنا؛ لأن هذه المحلات مستشفيات القلوب، والعلماء هم أطباء القلوب، والدواء من القرآن والسنة، ومن صيدلية الرحمن نأخذ هذا العلاج ونتناول هذه الجرعات من أجل أن تصح قلوبنا وجوارحنا وأجسادنا فنعيش حياة الإيمان.