للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم لبس الخاتم للرجال]

السؤال

قلت في بعض المحاضرات: إن لبس الخاتم للرجال منهي عنه؛ لأنه من صفات النساء، فنرجو مراجعة المسألة.

الجواب

طبعاً الخاتم للرجل مباح في حالة وبنوع معين، وقد جاء في الحديث أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وفي يده خاتم من ذهب، فنهاه عنه، قال: (ما لي أرى عليك حلية أهل الجنة) فذهب الرجل وغيره بخاتم من حديد، فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (ما لي أرى عليك حلية أهل النار) لأن حلية أهل النار الحديد، فذهب الرجل وغيره بخاتم من صفر، فجاء فقال: (ما لي أرى عليك ريح الأوثان) لأن الأوثان كانت تحلى بالصفر، قال: (يا رسول الله! إنه لا بد لي من خاتم، أنا رجل صاحب أعمال -رجل أعمال- ولي مكاتبات، ولا تقبل المكاتبات إلا بالختم، قال: اتخذه من فضه ولا تتمه مثقالاً) المثقال في الوزن يوازي أربعة جرامات، فأباح الشرع للرجل الذي يضطر إلى الخاتم أن يكون عنده ختم وفيه اسمه كأن يكون قاضياً، أو ملكاً، أو تاجراً لا تقبل منه المعاملات إلا بختمه فيباح له أن يتخذ خاتماً، ولكن يجب أن يكون من يسير الفضة فلا يكون أربعة جرامات، بل أقل منها، ولا تتم مثقالاً، أما إذا كان الغرض من الخاتم هو الزينة مثلما نرى بعض الناس الآن، نقول له: لا.

لماذا؟ لأن زينة الرجل ليست في الخواتم.

زينة الرجل في المروءة والشهامة والشجاعة والرجولة، أما المرأة فزينتها في أصابعها؛ لأنها امرأة، والله تعالى جعلها حلية للنساء، لكي تظهر أمام الزوج بالمظهر اللائق، يقول الله عز وجل: {أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ} [الزخرف:١٨] المرأة في الخصام تختفي ولا تظهر -أي: إذا دخل عليك البيت من يريد أن يسرق أو يريد أن يفعل شيئاً، من الذي يخرج، أنت أم المرأة؟ هل تقول لها: انظري من هو، أو اخرجي عليه، لا.

بل هي التي تقول: اخرج أنت، لماذا؟ لأنك أنت الرجل، وهذا هو المطلوب منك.

طيب إذا خرجت على الرجل ويداك مليئة بالخواتم، والسلاسل على رقبتك، هل يخاف منك؟ لا.

سيقول: ربما هذه هي المرأة! مثل بعض الإخوة يقول: إنه رأى ناساً من هؤلاء الذين يسمون أنفسهم: الجنس الثالث، رجال وليسوا برجال، لا يريدون أن يكونوا رجالاً، والله خلقهم رجالاً لكن يريدون أن يكونوا نساء، فتأنثوا كالنساء -والعياذ بالله- خرجوا مرة، يقول لي: إلى الصحراء من أجل أن يذبحوا، ولما أتوا يريدون أن يذبحوا الكبش ما استطاعوا أن يذبحوه، فرأوا أناساً جالسين فجاءوا عندهم فقالوا: هل عندكم شخص يذبح لنا؟ أليس عندكم سفاح؟ يسمون الذباح سفاحاً، قال: وماذا تريدون منه؟ قالوا: يذبح لنا الخروف، قال: ألم تذبحوه؟ قالوا: لا والله، نحن (نقبصه) من الصباح فلم يمت! قام شخص (نشمي) قال: أنا سأذبحه، فكبر عليه وذبحه ورجع، فأتوا إليه قائلين: هل عندكم أحد يقشره -يقشره يعني يسلخه، يحسبونه برتقالة تقشر- ما هذا؟ هل هؤلاء رجال؟ لا حول ولا قوة إلا بالله! والله أعلم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.