الأخ في الله ضروري جداً من ضروريات الحياة الإيمانية، ولهذا فالنبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر من مكة إلى المدينة ما هاجر لوحده، بل هاجر ومعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه؛ للاحتياج؛ لأن الطريق يحتاج إلى رفيق، ولهذا كان يثبته ويعينه، وكان يمشي مرة أمامه ومرة خلفه، ومرة عن يمينه ومرة عن شماله، فيقول عليه الصلاة والسلام:(ما لك يا أبا بكر؟ قال: أذكر الطلب -أي: من ورائه- فآتي وراءك، وأذكر الرصد -أي: من قدامه- فآتي أمامك) اللهم صلِّ وسلم على رسول الله.
قال:(يا أبا بكر! ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟! لا تحزن إن الله معنا) فالرحلة طويلة جداً، والمشقات والمعاطف فيها كثيرة، ولا بد من رفيق صالح تختاره.
أما كيف؟ فتختاره -أولاً- من المسجد، من أهل الصلاة والإيمان.
ثانياً: تعرفه من سلوكه؛ من تصرفاته، وكلامه، ونظراته، وماذا يسمع، وماذا يقرأ، ومن الملابسات التي تحصل معك أنت وهو، فإن رأيته صالحاً في كل تصرفاته فعليك أن تمسك به وتسير معه في الطريق، أما إذا رأيته يأمرك بمنكر ويحبب لك السوء ويبغض إليك الطاعة ويزين لك المعصية؛ فاعلم أنه رفيق سوء! فاحذر منه وفر منه كما تفر من الأسد.