[المكفر الخامس عشر: عفو الله عز وجل]
وما أعظم عفو الله، فهو ذو رحمة واسعة، وذو فضل عظيم، وهو عفو يحب العفو، ويغفر الذنب، ويقبل التوبة، ويعفو عن السيئات، يقول عليه الصلاة والسلام: (يدني الله المؤمن منه يوم القيامة حتى يضع عليه كنفه، فيذكره بذنوبه -يذكره بالمعاصي- ويقول له: أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟ فيقول: رب أعرف -لا يستطيع أن ينكر- قال عز وجل: فإني قد سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم، فيعطى صحيفة حسناته بيمينه).
نسأل الله الذي لا إله إلا هو أن يسترنا وإياكم في الدنيا والآخرة، وأن يعفو عنا جميعاً، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
{رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ * رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ} [آل عمران:١٩٣ - ١٩٤].
يقول أبو العتاهية:
إلهي لا تعذبني فإني مقر بالذي قد كان مني
فما لي حيلة إلا رجائي لعفوك إن عفوت وحسن ظني
وكم من زلة لي في البرايا وأنت علي ذو فضلٍ ومنِّ
إذا فكرت في ندمي عليها عضضت أناملي وقرعت سني
أجن بزهرة الدنيا جنوناً وأقطع طول عمري بالتمني
ولو أني صدقت الزهد فيها قلبت لأهلها ظهر المجن
يظن الناس بي خيراً وإني لشر الناس إن لم تعف عني
وهانحن نقول كما قال أبو العتاهية: يظن الناس فينا خيراً وإنا لشر الخلائق إن لم يعف عنا تبارك وتعالى.
نسأل الله الذي لا إله إلا هو أن يعفو عنا جميعاً وعن جميع المسلمين، وأن يكرمنا بالقيام من هذا المجلس وقد غفر لنا ذنوبنا، إنه على كل شيء قدير، وبالإجابة جدير.
وصلى الله على نبينا محمدٍ وآله وصحبه وسلم.