ما رأيكم فيمن يجلس في الصفوف المتأخرة، ولا يزال في الصف الأول فراغ؟
الجواب
هذا يدل على الحرمان -والعياذ بالله- وعلى أن صاحب هذا الفعل لا يحب ولا يحرص على الخير؛ لأن أفضلية الصفوف كما جاء في الحديث:(إن الله يصلي على ميامن الصفوف، والصفوف الأول) وقال في الحديث: (ألا تصفون عند ربكم كما تصف الملائكة عند ربها، قالوا: وكيف تصف؟ قالوا: كانوا يتمون الصفوف الأول فالأول) وفي الحديث أيضاً: (خير صفوف الرجال أولها، وشرها آخرها) ويقول عليه الصلاة والسلام: (لو تعلم أمتي ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا) أي: عندما يدخل اثنان المسجد ويوجد مكان واحد في الصف الأول، وهما قد دخلا معاً، فيقول أحدهما: لا يمكن أن أجعلك تقعد فيه، ويقول الآخر: أنا مثلك، لا تقل: تفضل وأنا سوف أقعد، ولكن نستهم عليه؛ لأن الأجر لا مساومة فيه ولا كرم، أنا أؤثر بحظي من كل شيء إلا العبادات، لكن الناس اليوم إذا دخلوا على العزائم يريدون الصف الأول والسفرة الأولى، لا يريد أن يأكل في السفرة الثانية، لكن حينما يدخل المسجد يجلس في مؤخرته، والصف الأول فارغ، سبحان الله!! هذا خذلان يا أخي، تعال إلى الصف الأول؛ لأنك كلما كنت أقرب إلى الإيمان كلما كنت أقرب إلى الله، وقد قال العلماء: إن الذي يأتي بالروضة في الصف الأول ويمين الصفوف قلبه يخشع أكثر من الصف الثاني، وإن الذي يأتي بالصف الثاني أحسن من الصف الثالث، وكلما كنت أقرب كنت إلى الخشوع أقوى وأقدر إن شاء الله، فلا ينبغي لك -يا أخي المسلم- أن تدخل المسجد إلا بعد أن تأخذ بالصف من طرفه إلى طرفه، أي: تبحث لك عن مكان، لكن لا تزاحم؛ لأن بعض الناس يفهم الأمر بالمقلوب، فيأتي متأخراً فإذا أقيمت الصلاة زاحم الناس ما تريد؟ قال: أريد الصف الأول، هذا كذاب، تريد الصف الأول؟ احضر مبكراً، أما أن تزاحم المسلمين وتتخطى رقاب الناس وتضايقهم تريد الصف الأول، هذا تغشيش، تريد أجراً بغير تقدم، الغرض من حث الناس على المسابقة في الصف الأول هو حثهم ودفعهم إلى المسابقة إلى المساجد، أما أن تجلس في البيت إلى أن تقام الصلاة ثم تأتي تزاحم الناس بعصاتك، تضايق الناس من أجل الصف الأول، أنا أخشى أن الذي يعمل هذا العمل لا يحصل له حتى أجر الصف الأخير بل يأثم بإزعاج المسلمين؛ لأن المسلمين لا يجوز إيذاؤهم، والله يقول:(من آذى لي ولياً فقد آذنته بالحرب) فلا تؤذ عباد الله بأي أذى، ابحث عن مكان في الصف، فإن وجدت فالحمد لله، وإن لم تجد فاجلس حيث انتهى بك الصف، أما أن تتخطى الرقاب وتضايق المسلمين فهذا ليس مباحاً وليس من الشرع.