[صورة الإسلام لا تغني عن حقيقته]
حقيقة المسلمين يوم أن كانت موجودة كان لها أثر، والصورة -كما قلنا- لا تعمل عمل الحقيقة.
ونحن نأمل إن شاء الله أن تعود الحقيقة إلى هذه الأمة بإذن الله، مع هذا التوجُّه الذي نلمسه الآن، وهذا الإقبال الذي نلحظه في صفوف الشباب، وفي صفوف المسلمين بصفة عامة، حين تُعْمَر بيوت الله بالذكر، وتُعْمَر بيوت الله بالصلوات، ويبتعد الشباب -والحمد لله- عن طرق الفساد، ووسائل الشر، ويتركون الغناء والزنا والمحرمات، ويقبلون على العلم، وعلى قراءة القرآن، وعلى دراسة كتب الصحاح من كتب السنة، ويقبلون على الله، فهؤلاء سيكون -بإذن الله عزَّ وجلَّ- على أيديهم الحقيقة؛ لأنهم يدركونها، بإذن الله عزَّ وجلَّ.
يقول الناظم:
في قديم الدهر كنا أمة لهف نفسي كيف صرنا أمما؟!
ويقول الثاني:
مَلَكْنا هذه الدنيا قرونا وأخضعها جدودٌ خالدونا
وسَطَّرنا صحائف من ضياءٍ فما نسي الزمانُ ولا نسينا
حملناها سيوفاً لامعاتٍ غداة الرَّوْعِ تأبى أن تلينا
إذا خرجت من الأغماد يوماً رأيتَ الهولَ والفتحَ المبينا
وكنا حين يأخذنا عدوٌ بطغيانٍ ندوسُ له الجبينا
صرخت امرأة في عمورية وقالت: وامعتصماه!! لأنها ذات يوم كانت تبيع وتشتري، فجاء علج كافر من ورائها، وربط طرف ثوبها إلى ظهرها وهي جالسة ولم تعلم، فلما قامت انكشفت عورتها، فقالت: وامعتصماه! وهو في بغداد، فجهز جيشاً أوله في عمورية وآخره في بغداد، ولكن
رُبَّ وا معتصماه انطلقتْ ملء أفواه الصبايا اليُتَّمِ
لا مست أسماعهم لكنها لم تلامس نخوة المعتصمِ
ويقول آخر:
وكنا حين يأخذنا عدوٌ بطغيانٍ ندوسُ له الجبينا
ثم قال:
وما فتئ الزمان يدور حتى مضى بالمجد قومٌ آخرونا
وأصبح لا يُرى في الركب قومي وقد عاشوا أئمته سنينا
تُرَى هل يرجع الماضي فإني أذوب لذلك الماضي حنينا
ملكنا حقبة في الأرض مُلْكاً يدعِّمه شبابٌ طامحونا
شبابٌ لم تحطِّمه الليالي ولم يُسْلِم إلى الخصم العرينا
وما عرفوا الأغاني مائعاتٍ ولكنَّ العُلا صيغت لحونا
وما عرفوا التخنُّث في بناتٍ وما عرفوا التأنُّث في بنينا
إذا جن المساء فلا تراهم من الإشفاق إلا ساجدينا
هؤلاء -إن شاء الله- سيكون على أيديهم نصرة الإسلام، وعودة القدس بإذن الله، وسيطرة الإسلام على العالم بعد أن رأينا بذور النصر وفجره يطل من أرض الأفغان، فهناك شباب عزل ليس عندهم شيء إلا الإيمان.