[فساد العقيدة]
من أسباب سوء الخاتمة: فساد العقيدة، وخراب التوحيد، حيث إن التوحيد يهتز عند الأحداث، وأعظم حدث يمر على الإنسان هو الموت، فإذا كانت عقيدته فاسدة، فإنه يهتز ولا يثبت، ومن صور الشرك: دعوة غير الله، والذهاب إلى الكهنة والمشعوذين، وتصديق العرافين، ودعاء الجن.
ما شاع الآن وانتشر بين صفوف المثقفين الذين يقرءون المجلات والصحف التي فيها شركيات على هيئة أعمدة توضع في هذه المجلات، اسمها: حظك هذا الشهر، وهذه كهانة وعرافة لكن من شكل جديد، أي: متحضرة ومتطورة.
وصورتها: أن يأتي بالأبراج، ويقول لك: يأتيك في هذا الشهر كذا ويحصل لك كذا وتهدى لك هدية تعاني من مرض كذا حتى إني قرأت مجلة فيها: إذا كان عمرك ستين عاماً فإنك سوف تعاني من آلام (الروماتيزم) هذا الشهر، طبيعي فالذي عمره ستين يأتيه (الروماتيزم) كل يوم في هذا الشهر وفي غيره.
ومن يستدل على الأحداث بما يقع بالنجوم من القوس وزحل والعقرب والسرطان والأسد والسنبلة هذه كهانة، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (من أتى كاهناً أو عرافاً فصدقه بما يقول؛ فقد كفر بما أنزل على محمد) وفي بعض ألفاظ الحديث: (من أتى كاهناً فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين نهاراً).
فينبغي للمسلم أن يتجنب هذه الخرافات والخزعبلات، وألا يقرأها وألا يدخل هذه المجلات بيته؛ لأنه لو أدخلها، وقرأها الأطفال والنساء فسدت عقائدهم.
وبعض البنات لا تقرأ في الجريدة إلا هذه الأشياء؛ لأنها خاوية من العقيدة، والولد عندما يرى حظه يعيش على الخرافات والخزعبلات، بينما النجوم هذه ليس لها علم ولا تأثير على ما يدور في أرض الله بقضاء الله وقدره؛ فالنجوم زينة، والله تعالى يقول: {وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ} [النحل:١٦] وذكر أنها زينة للسماء، ويقول الشاعر القحطاني:
أما النجوم فقد خلقن زينة للسما كالدر فوق ترائب النسوان
فهي زينة للسماء، وليس لها أي تأثير على قضاء الله وقدره، بل كل ما يقضي الله عز وجل ويقدر على عباده بمشيئته تبارك وتعالى وعلمه، ولا علاقة للنجوم بذلك، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (كذب المنجمون ولو صدقوا) يأتي الشخص إلى الكاهن، فيقول: نجمك أنت القوس، قال: ماذا؟ قال: تقيس ولا تنقاس.
يعني: تقيس الناس ولا أحد يقيسك.
وهذا القوس واحد من اثني عشر برجاً، وكثير من الناس على القوس هذا، يعني: هؤلاء كلهم يقيسون ولا أحد يقيسهم! هذا كذب.
وشخص آخر يقال له: أنت نجمك الجدي، قال: ماذا؟ قال: في كل شيء هدي.
انظر كيف التلفيق والسجع، من أجل أن يضلل الناس والعياذ بالله.
وآخر: وأنت نجمك الثور، حراث وراث تحب البلاد، الآن لا يوجد حراث وراث ولا عندنا شيء من هذا الكلام كله.
وهذا يأتي على ألسنة الكهنة والمشعوذين، ولا ينبغي للمسلم أن يصدق هذا، ومن صدق فقد كفر والعياذ بالله!