لم يكن جائزاً فحسب، بل هو واجب، فهو المصرف الشرعي الآن، والذي نحث أنفسنا وإخواننا إليه، هو الإنفاق على الإخوان المجاهدين، لا نقتصر على الزكاة فقط، بل نتصدق من أموالنا؛ لأن الله تبارك وتعالى يقول:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ}[الصف:١٠]؛ تجارة عظيمة رابحة، ماذا تعمل لكم، تنجيكم من الجوع والعطش والأكل؟ لا.
وإنما:{تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}[الصف:١٠] من عذاب الله، وكأن الناس قالوا: نعم يا رب! نريد هذه التجارة، قال:{تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ}[الصف:١١] فإذا قدرت بالمال والنفس فهو أفضل، وإذا لم تقدر إلا بالنفس، وليس معك مال فخير عظيم، وإذا لم تقدر بالنفس فلا أقل من أن تبذل المال.
وقد أرسل لي أحد القادة المجاهدين يقول: اجمع تبرعات للمسلمين، وقل للمسلمين ليكن الجهاد في حسبان المسلمين، ولد أو طفلة تأخذ كل يوم من جيب أبيها ريالين، من هو الذي يترك ابنته أو ولده بغير نقود، هل هناك أحد يفعل ذلك؟! نقول: اعتبر أن لك طفلاً صغيراً يعيش في المخيمات، وأن لك أخاً مجاهداً يعيش في الثلوج، وفي قمم الجبال يجاهد أعداء الله بصدره، ويلتحف السماء، ويفترش الأرض، وليس عنده طعام إلا الخبز اليابس، وقد لا يجده إلا في بعض الأيام، فلنجمع كل يوم ريالين، حتى تصير في الشهر ستين ريالاً.
{وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ}[التوبة:٤١] فالجهاد بالمال واجب، خصوصاً علينا نحن في هذه البلاد المباركة التي فيها خير، وخصوصاً في الآونة الأخيرة؛ لأن الجهاد الآن قام، وقطوف الثمرة الآن، فالذي يتخلى عن الجهاد الآن فإنه يتخلى عنه دائماً، قام الجهاد، واستطاع بإذن الله أن يدحر أقوى قوة كافرة على وجه الأرض؛ وهي قوة روسيا الدب الأحمر التي قامت على القتل واكتساح الشعوب، وتدمير الأمم، لكنها فشلت وانهزمت واندحرت، وخرجت تجر أذيال الهزيمة أمام الرجال الأشاوس الأبطال، الذين لا يملكون إلا الإيمان! قوة ضاربة حقيقةً، دمرت روسيا وخرجت وهي صاغرة، والآن يريدون العودة وسينتصرون بإذن الله، فقد انتصروا على روسيا، وسينتصرون على الخونة الملاحدة الموجودين الآن في الحكم بإذن الله عز وجل، ولكن يحتاجون إليك الآن.
والحمد لله هناك لجنة فرعية في المنطقة لجمع التبرعات وما عليك يا أخي! إلا أن تساهم في جهاد الأفغان بمالك الخالص.
أما الزكاة فهو مصرف شرعي ليس لك فيه فضل {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ}[التوبة:٦٠] إلى أن قال: {وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ}[التوبة:٦٠] يعني الجهاد، فأخرج من مالك زكاته، وضعها في المصرف الشرعي للمجاهدين، وإذا كان هناك من المسلمين في بلدك مستحق، فيجوز لك أن تواسيه وتعطيه منها؛ ولكن لا تنس إخوانك المجاهدين.