يقول:(وأعيدوه إلى الأرض، فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى، فيرد إلى الأرض وتعاد روحه إلى جسده، ويأتيه ملكان شديدا الانتهار، فينتهرانه ويجلسانه ويقولان له: من ربك؟) وهذا الانتهار لكل واحد؛ لأنه إلى تلك اللحظة لا يعلمون أنه مؤمن، الملائكة الذين يسألون لا يعلمون، فهو آت من الدنيا وهم لا يعلمون الغيب والسؤال واحد:(من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك؟ -لكن المثبت إذا سئل- قال: ربي الله؛ -لأنه لا يعرف رباً إلا الله- فيقولان له: ما دينك؟ فيقول: ديني الإسلام -ما له دين إلا الإسلام، ليس دين الهوى والشهوات- فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: محمد صلى الله عليه وسلم رسول الله، فيقولان له: وكيف علمت وما أدراك؟ قال: قرأت كتاب الله وآمنت به وصدقت، فذلك حيث يقول الله عز وجل: ((يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ)) [إبراهيم:٢٧]) تلك اللحظات لحظات حرجة، إذا لم يكن هناك تثبيت من الله، تضيع العقول وتذهب الألباب وتتبعثر المعلومات، لماذا؟ لأنك أمام ملائكة، وفي قبر وفي عالم آخر ولا تدري ماذا تقول، لكن الله يلهمك حجتك ويثبتك -اللهم ثبتنا بالقول الثابت-.
(فينادي منادٍ من السماء: أن صدق عبدي فافرشوا له من الجنة، وألبسوه من الجنة، وافتحوا له باباً إلى الجنة، فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره) انظروا إلى القبور الآن، القبر بجانب القبر، بعضها لا يبعد نصف متر، لكن أحدهم في حفرة من حفر النار، والثاني في روضة من رياض الجنة على مد بصره، كم مد بصرك؟ بصرك يمكن أن تنظر مسافة ٤٠كم مد بصرك هذا مكانك روضة من رياض الجنة:(ثم -وهو في تلك اللحظات- يأتيه رجلٌ حسن الوجه، جميل المنظر، حسن الثياب، طيب الريح، فيقول له: أبشر بالذي يسرك، أبشر برضوان من الله وجناتٍ فيها نعيم مقيم، هذا يومك الذي كنت توعد، فيقول له: وأنت من أنت بشرك الله بالخير؟ فوجهك الوجه الذي يأتي بالخير) يقول: تبشرني بشرك الله بالخير لكن من أنت وأنا في وضع عظيم؟ (قال: أنا عملك الصالح) الله أكبر! أنا صلاتك، وزكاتك، وحجك، وبرك، وإحسانك (فوالله ما علمتك إلا كنت سريعاً في طاعة الله، بطيئاً عن معصية الله فجزاك الله خيراً) يشهد له العمل ويقول: والله ما عرفتك إلا سريعاً في طاعة الله، بطيئاً عن معصية الله فجزاك الله خيراً (ثم يفتح له بابٌ إلى الجنة، وباب إلى النار ويقال له: هذا منزلك لو أنك عصيت الله، أبدلك الله به هذا المنزل -حين أطعت الله- فإذا رأى ما في الجنة قال: رب أقم الساعة) يريد أن تقوم الساعة لكي يدخل الجنة (رب عجل قيام الساعة لكي أرجع إلى أهلي ومالي فيقال له: اسكن ونم نومة العروس) ونومة العريس أحسن نومة.