أقول: ما هو دورك أمام هذه النفس؟ دورك أمامها الحرب، إن أردت النجاة، فأعلن الحرب على النفس، وقل لها: يا نفس! لا بد من أن نعرف كيف نتعامل معك؟ وأن نخضعك غصباً لأمر الله، النفس من طبيعتها أنها تحب الدعة وتكره القيود، وتحب الشهوات وتكره الطاعات، وتحب النوم وتكره الصلاة، وتحب الأغاني وتكره القرآن، وتحب الدخان وتكره الطيبات، لماذا؟ لأنها نفس أمارة بالسوء، تحب هذا كله، لكن أنت ما دورك مع النفس؟ أن تأخذها بصوت التربية والتهذيب، ولا تكن عبد نفسك.
يقول ابن القيم رحمه الله: الناس رجلان، رجل امتطى نفسه فجعلها فرساً له يسير بها في طاعة الله، ورجل ركبت عليه نفسه فجعلته حماراً لها تسيره في معصية الله.
ولهذا بعض الناس حمار نفسه، تقول له: أين أنت؟ قال: والله نفسي قالت: أسهر الليلة في الفندق، والليلة الثانية يقول: نفسي الليلة أسهر على فلم نفسي تقول لي أن أنام، عجيب هذا! نج نفسك إذا مت، دعها تنفعك ذاك اليوم:{وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ}[النازعات:٤٠].
وأنت جالس على نفسي نفسي، لا.
خالف النفس، لابد من مخالفة النفس ومحاربة النفس ومعاداة النفس حتى تستقيم على أمر الله.