للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم حلق اللحية بحجة عدم الرياء]

السؤال

ما رأيك فيمن يحلق لحيته؛ لأنه يرغب أن يكون باطنه أحسن من ظاهره، ويخشى أنه إن أطلقها أن يقع في الرياء؟

الجواب

هذا من مكر الشيطان؛ لأن الشيطان له أساليب ووسائل يستطيع بها أن يغزو قلوب الناس ويصطادهم، فيأتي إلى هذا ويقول: إذا أطلقت لحيتك صار ظاهرك سنة، لكن باطنك غير ذلك، تعرف ماذا تعمل؟ قال: لا.

قال: اجعل ظاهرك وباطنك متساويان، من فوق ومن تحت، فيقول: أنا أريد أن أصلح الباطن، إذا أردت أن يصلح الباطن فأصلح الظاهر؛ لأنك إذا أصلحت الظاهر فإن شاء الله تقدر على الباطن، فابدأ أول شيء بإطلاق لحيتك؛ لأن من إطلاق لحيتك صلاح باطنك، يقول أحد العلماء: لا تقولوا للناس ربوا اللحية، قلنا: لماذا؟ قال: والله لا تنبت في الوجه إلا وقد نبتت محبة رسول الله والإيمان في القلب، ولا يحلقها لو تذهب رقبته، لكن إذا لم توجد محبة فإنكم تطلبون منه شططاً، وتكلفونه بما لا يطيق، هو كلما نام ورأى وجهه أملساً يفرح، لكن إذا تركته يعفيها؟ ونحن نقول لك: إن صلاح باطنك لا يتحقق إلا بامتثال أمر الله والعمل بسنة رسول الله في كل شيء ومنها إطلاق لحيتك، أما أن تحلقها من أجل ألا تقع في الرياء إذاً: ضاع الدين على هذه القاعدة، إذاً: لا تذهب للحج خوفاً أجل الرياء، وإذا جاء رمضان وجاء الظهر اطبخ كبسة رز وأكل، وإذا قالوا لك: لماذا؟ قل: أخاف الرياء، فأنا آكل حتى لا أصوم رياء، وإذا جاءتك الصلاة فلا تصلِّ، لماذا؟ قل: أنا أترك الصلاة من أجل الرياء، ما رأيكم في هذا؟ أهذا كلام يقال؟ يقول العلماء: إن العمل من أجل الناس شرك وترك العمل من أجل الناس رياء، والسلامة أن تعمل من أجل الله فلا تترك للناس ولا تعمل للناس.