[أضرار مشاهدة الأفلام]
أدى إدمان مشاهدة تلك الأفلام إلى الآتي: ١ - انعدام الحس الإيماني.
٢ - استمراء الأخطاء الظاهرة، وعدم إنكارها.
٣ - صار الناس يتقبلون أن يروا رجلاً يحتضن شابة؛ لأنه يمثل دور أبيها مثلاً؛ وصدَّقوا ذلك، وهو في الحقيقة ممثل، وهي ممثلة، لا هو أبوها، ولا هي ابنته، ويضمها ويقول: يا حبيبتي! ويا ابنتي، وهي ليست ابنته حقيقة؛ لكن صدق الناس أنها ابنته.
٤ - أيضاً صار الناس لا يتحرجون من مشاهدة رجل وامرأة في وضع الزوجين، مع أنهما ممثلان وليسا بزوجين.
٥ - صار الحس الإسلامي متبلداً، لا أحد ينكر أن يرى المرأة حاسرة الرأس، كاشفة الصدر والرقبة والساقين والذراعين.
٦ - لا يتحرج المسلم ولا المسلمة من مشاهدة من يشرب أكواب الخمر، ومن يمارس جرائم الاغتصاب والسرقة والقتل، والسباب والشتائم بأقذع الألفاظ؛ لأن تلك الأشياء كلها مُعَلَّمَة من تلك الأفلام.
٧ - لم يعد لفراش الزوجية وغرفة النوم ذاك الاحترام، والحشمة، والسرية.
كان الناس يعيشون ويموتون وهم لا يعلمون شيئاً عن غرفة النوم، إلا مع أزواجهم إذا تزوجوا، أما الآن فقد أصبحت حياة الأزواج مكشوفة في الأفلام بصورة مبتذلة، وفي إسفاف بالغ، حين يُرى الزوج وزوجته على السرير، والولد الصغير، ولهذا يقول عزَّ وجلَّ: {ثَلاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ} [النور:٥٨] لكم ثلاث عورات، لا يمكن أن يدخل عليكم أحد إلا بإذن حتى الأطفال.
الثلاث العورات هي: الأولى: {مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ} [النور:٥٨] والثانية: {وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ} [النور:٥٨] والثالثة: {وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشَاءِ} [النور:٥٨] لماذا؟ لحرمة الغرف، ولحرمة سرير النوم؛ حتى لا يفاجئك الإنسان وأنت على وضع لست مستعداً فيه؛ لكن اليوم! هل بقي على الطفل شيء يخفى عليه بعد هذه الأفلام، بل ينظر إلى الفيلم، ويقول: إذاً أمي وأبي يفعلون هكذا، وربما أكثر، فهل عاد للأسر كيان؟ أبداً؛ لأنه يرى الدروس العملية أمامه في الأفلام، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
إن الإنسان -أيها الإخوة- يكَوِّن قيمه الأساسية عن الحياة من تقليده لوالديه، ولذا جاء في الحديث، والحديث في صحيح مسلم، يقول عليه الصلاة والسلام: (كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه) ويقول الله عز وجل في الحديث القدسي: (إني خلقتُ عبادي حنفاء، فاجتالتهم الشياطين).
هذا التأثير ينحصر في الوالدين، وفي الأهل في البيت، لكن عندما يكبر الولد، يتأثر بالمؤثرات الأخرى، مثل: المدرسة، والمجتمع، والشارع، والزملاء، والكتاب، والجريدة، والمجلة، والشريط، كل هذه المؤثرات في الماضي، أما في هذا الزمان فقد أصبحت هناك وسائل عظيمة تؤثر في نفسية الطفل مبكراً، أكثر مما يؤثر فيه والداه، وكذلك المجتمع، هذه المؤثرات هي: الأفلام، أعاذنا الله وإياكم من شرها.
حينما يقضي الطفل أو يبقى مشدوداً ساعات طويلة لمتابعة الفيلم، فإن مفاهيم هذه الأفلام تنعكس عليه، وتنغرس في نفسه، في حين أنه لا يستطيع أن يميز بين الضار والنافع، ولا بين الخير والشر.
بجانب سكوت الآباء والأمهات، بل تعلق الآباء والأمهات، فبعض الآباء يقول: الأولاد شغلونا وما ريَّحونا، فإذا قيل له: فماذا تصنع؟ قال: أحضر لهم فيلماً لكي يناموا عليه، وبعضهم يقول: أشاهد الفيلم معهم، فينتقل هذا طبيعياً إلى الأبناء، بحيث تصبح مواقفهم مشابهة لمواقف آبائهم، ثم لا يقبلون فيها جدلاً ولا يسمعون حولها نصيحة.
إن الأطفال بطبيعة الحال لا يستطيعون إنتاج تلك الأفلام، ولا يقدرون على شراء أجهزتها، وهم عاجزون عن القيام بدور الرقابة على أنفسهم، والمسئولية في كل ذلك على الآباء.
إن المسئولية تحتم على الآباء حماية أطفالهم من أي ضرر نفسي، أو أخلاقي، أو عقائدي.
والعاطفة، والرغبة، والرحمة، والشهوة الجنسية لا ينبغي أن تطغى على تصرفات الآباء؛ لأنهم وإن استطاعوا أن يتحكموا في تصرفاتهم هم إلا أن هذا التحكم غير موجود عند الأطفال، فعليهم التضحية؛ لأن الطفل أمانة في أعناقهم سيُسألون عنها يوم الوقوف بين يدي الله.