للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الخطوة الثالثة: إصلاح الحاضر بفعل الأوامر وترك النواهي]

وماذا بقي معك بعد الماضي والمستقبل؟ بقي الحاضر الذي نعنيه الآن، ما من لحظة تمر عليك الآن إلا ولله عز وجل أمر ونهي عليك، اجتهد أن تنفذ الأمر وتترك النهي فقط، إذا أمر الله بالصلاة تصلي، إذا أمر الله بالصوم تصوم، إذا أمر الله بالحج تحج، إذا كنت صاحب مال وأمر الله بزكاته فزك، ثم ماذا بعد؟ نهى الله عن النظر إلى الحرام فلا تنظر إلى الحرام نهى الله عن سماع الغناء والحرام فلا تسمع نهى الله عن الغيبة والنميمة فلا تغتب ولا تنم نهى الله عن البطش باليد في الحرام فلا تبطش بيدك حراماً نهى الله عن أن تسعى بقدمك إلى الحرام فلا تمش لماذا؟ أنت مقيد، أنت عبد رباني تسير على نور من الله أنت تنظر بالله وتسمع بالله وتتكلم بالله وتبطش بالله وتمشي بالله لأنك عبد مع الله نور الله قلبك فتح الله بصيرتك ربطك به لست عبداً حيوانياً لست عبداً شهوانياً لست إنساناً شيطانياً لست عبد هواك ولا عبد شيطانك لا.

أنت إنسان تسير في الأرض ومعلق بالسماء: {أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ} [آل عمران:١٦٢] {أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الملك:٢٢] ليس هذا كهذا أبداً.

هذه هي المراحل الثلاث التي تصلحها أيها الشاب قبل الهداية: أن تصلح الماضي بالاستغفار، وتصلح المستقبل بالنية الحسنة، وتصلح الحاضر بالعزم على أنك لا تعصي الله فيه، ولا ترتكب معصية ولا تترك لله فيه طاعة.