للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم الدعاء على الأولاد عند الغضب]

السؤال

أرجو توجيه كلمة إلى الأخوات في الله، في الأمور التالية: هناك بعض النساء عندما تغضب على أولادها تدعو عليهم، مثل: الله يأخذ عمرك، ويريحني منك، الله لا يوفقك، وقد يصل الأمر إلى اللعن، وعندما ينصحون يقولون: هذا ليس من القلب؟

الجواب

هذا من الأخطاء سواءً عند النساء أو عند الرجال، ولهذا جاء النهي يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يلعن أو يسب أو يدعو أحد على ولده فقد توافق ساعة إجابة) نحن نعرف أن الأم حين تدعو على ولدها ليس من قلبها، وكذلك الأب حينما يدعو على ولده ليس من قلبه، لكن إذا دعت عليهم ووافقت ساعة إجابة استجاب الله، وبالتالي من المتضرر؟ أنت، فلا تقل: الله يأخذ عمرك، تقول: الله يهديك، الله يصلحك، الله يوفقك، خير من أن تقول: يأخذ عمرك، الله يجعلها في وجهك، الله ينتقم منك، لماذا؟ ليست دعوة واحدة، لكن بعض الناس لا يبرد قلبه حتى يدعو عليهم، يقول: الله يهديك، لا الله لا يهديك، لماذا الله لا يهديه؟ هل هدفك أن الله لا يهديه؟ لا.

فالكلمة الطيبة أحسن من الكلمة السيئة، ولذا عود نفسك -يا أخي- أنك لا تدعو على أحد من أولادك أو مالك أو شيء آخر، وأذكر أني ذكرت لكم القصة التي أنا أعرف صاحبها: هذا رجل كان نائماً في فراشه وولده نائم، وبعد ذلك طرأ عند ولده فكرة أن يخرج، يأخذ له دورة بعد المذاكرة، فجاء إلى والده، الولد طيب ولا يخرج إلا بإذن، فجاء إلى أبيه وقال: يا أبت! نفسي ضيقة أريد أن أدور كذا، فمن شفقة الأب على الولد ومن حرصه عليه قال له: لا يا ولدي الساعة الآن الثانية عشر، اذهب ونم، فرجع الولد غضبان، وذهب إلى أمه، وطلب منها الشفاعة، فجاءت الأم تشفع عند الأب، وأصروا عليه حتى وافق لكن قال كلمة، قال: اذهب الله لا يردك.

وكأن الكلمة هذه وافقت وقت إجابة، وذهب الولد وركب سيارته ودار دورة وفي إحدى التقاطعات اصطدم بسيارة، وقطعته قطعاً حتى مات، وجلس الأب والأم في البيت ينتظرون، ومرت ساعة وساعتان وثلاث وما جاءهم النوم، أذّن الفجر وخرج يصلي، رجع من المسجد إلى البيت ما جاء الولد، طلعت الشمس، ذهب إلى الشرطة يسأل: هل حصل شي؟ قالوا: هناك حوادث، دعه يذهب إلى المستشفى ينظر، فذهب إلى المستشفى ففتحوا الثلاجة فوجد ولده آخر واحد وضع في الموتى، فعرفه بثيابه التي خرج وهي عليه، وندم لكن حين لا ينفع الندم، يقول: أتمنى أن الشوكة التي في رجله هي في عيني، وما أنا صادق عندما قلت له: الله لا يردك، لكن من باب الغضب، وكان الأولى بأن يقول: حسناً اذهب الله يسهل أمرك، الله ييسر لك، الله يرجعك، أحسن من الله لا يردك.