للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[نصيحة للآباء بسرعة تزويج البنات]

السؤال

بم تنصح الآباء حينما يريدوا أن يقرروا تزويج بناتهم؟ وما هي المعايير الشرعية لاختيار الزوج الصالح؟

الجواب

أولاً: أنصح الآباء أن يسارعوا في تزويج بناتهم؛ لأن البنت كالثمرة تقطف عندما تنضج، وإذا تركتها مكانها إلى أن تسقط فسدت، من الذي سوف يأخذها من الأرض؟ ما تأخذها إلا دابة أو قطة أو كلب، فلا أحد يأتي قاصداً التقاطها من تحت، يقول: لا والله سوف آخذ شيئاً ما زال في مكانه، لكن إذا سقطت خربت، متى تعنس البنت؟ إذا تجاوزت سن الشباب، تتزوج بنت من تسع سنوات، إلى خمسة وعشرين، وبعدها تبدأ في العد التنازلي، تصل إلى الثلاثين وتنتهي فترة الزواج ثم تعنس، هل يأتي شخص عمره خمس عشرة سنة أو عشرين يأخذ امرأة عمرها ثلاثين مثل أمه؟ لا.

بل يأخذ امرأة في مثل سنه أو أقل منه، فلا يتزوجها أحد لكبر سنها، فأنت سارع بتزويج ابنتك؛ لأنك تلبي احتياجها الفطري؛ ولأنه ورد في بعض الآثار أن من لم يزوج ابنته، أو عضل ابنته أنه يوم القيامة يشرب من حيضها الذي كانت تحيضه في الدنيا.

والحيض عند المرأة دليل على أنها قابلة للإنجاب وللزواج، وهذه كل شهر تحيض وهم يحبسونها من أجل أنها موظفة، وكلما جاء من يخطبها قال: لا والله، إنها موظفة، فإذا جاء شخص قبيح وفيه عيب قال: جاءنا فلان ما رأيك؟ قالت: لا أريده، فإذا جاء من يصلح لها، لا يخبرها حتى لا توافق؛ لأنها تستلم كل شهر ستة أو سبعة أو ثمانية آلاف، يريد أن يكمل العمارة أو يشتري السيارة، أو يصلح المزرعة، أو يحفر البئر من ظهر الضعيفة وهي مربوطة في غرفتها، وهو كل ليلة مع أمها.

هذا لا يجوز في الشرع، فزوج بنتك بأول نصيب يأتيك، وإذا لم يأتك نصيب فابحث أنت، فالرجل الشهم والكريم هو الذي يريد أن يعيش مستور العرض، مأمون الجانب، كما صنع عمر رضي الله عنه، عمر أراد أن يزوج حفصة رضي الله عنها فعرضها على عثمان، فاعتذر، ثم عرضها على أبي بكر فسكت لأنه قد سمع الرسول صلى الله عليه وسلم يعرض بها ويوري، فعلم أن له بها حاجة، ثم أبدله الله عز وجل بخير منهما، رسول الله، زوجه الله بـ حفصة، فكانت أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها، عرضها عليه وقبل، فهذه سنة عمرية.

تأتي إلى رجل وتقول: أنا أحبك في الله، وعندي بنت تصلح لك، ومن غلاها عندي عرضتها عليك، وما هي رخيصة عندي، لو أنها رخيصة لتركتها في البيت وأريدك أن تكون زوجاً لها.

ما هي معاييرك التي تتحراها في الزوج؟ الدين (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه -وفي رواية: وأمانته- فزوجوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير).

الدين والخلق؛ لأن بعض الناس عنده دين لكن ما عنده أخلاق، يصلي لكن خلقه سيئ، هذا ما يصلح، وبعض الناس عنده خلق مثل العسل لكن لا يصلي، الله أكبر عليه وعلى خلقه، لكن المتكامل الذي خلقه طيب، وعبادته طيبة، خواف من الله، وقاف عند حدود الله، فابحث عنه، ولو جاز في الشرع أن تمهره أنت لكان، لكن لا يجوز المهر إلا من الزوج {وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ} [النساء:٣٤] فاظفر بصاحب الدين، وابحث عنه، وإذا أتاك فلا ترده، إنك إن تفعل ورددته تكن فتنة في الأرض وفساد كبير.

ولا تغال -يا أخي- في المهور، ولا المظاهر، ولا الاحتفالات التي ما أنزل الله بها من سلطان، والتي تتعب الزوج وتتعب المزوج، وأهل البيت ونهايتها لا شيء، بعضهم يخرج وهو مريض، ويتعب نفسه شهراً في نصب الخيام، والكراسي، مثلما وقع في الطائف، أخذوا البنت وهربوا بها وهو آخذ بالكراسي، لماذا المشكلة على نفسك، زوج بنتك بزواج إسلامي بسيط ما فيه كلفة ولا تعقيد، ولا خيام، ولا ضجة، فإن الزواج ستر.

قل لزوج ابنتك أو رحمك: تعال أنت وأبوك واثنان أو ثلاثة أو خمسة أو عشرة أو عشرين من جماعتك (الله يحييكم)، ويدخلون إلى بيتك، تذبح لهم ذبيحتين أو ثلاثاً أو ما يكفيهم بالضبط، واركبوا في السيارة وانتهى الموضوع، أما أن تقيم الدنيا وتقعدها وتتعب نفسك ورعيلك بهذه المظاهر التي ما أنزل الله بها من سلطان، هذا والله ما هو براحة في الدنيا وليس عليه أجر في الآخرة، إنما هو عذاب في الدنيا وقد يعاقب عليه الإنسان يوم القيامة.

أما ما ينفق من الأموال للمطبلين هؤلاء فهو سحت وحرام؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بإعلان النكاح والضرب عليه بالدف، والدف غير الزلفة، الدف: إطار مثل المنخل عليه جلد تضرب به أمة (قينة)، تضربه ضربات متواليات.

ولا ترفع الحرة صوتها ولو بالذكر، وإذا أخطأ الإمام وفي المسجد نساء، قال: (سبح الرجل وصفقت المرأة)، لا تقول سبحان الله، هناك وهم في المسجد بين يدي الله، خاشعين خاضعين، إذا قالت واحدة سبحان الله، الشيطان قال: اسمعوا الصوت، وفتنهم، لا تسبح، فكيف بالتي تغني، يقول: إن هذا من السنة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (أعلنوا النكاح، واضربوا عليه بالدف)؛ لكن لا يوجد صوت، فصوت المرأة عورة {فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً} [الأحزاب:٣٢] المرأة عورة ولسانها فتنة:

يا قوم أذني لبعض الحي عاشقة والأذن تعشق قبل العين أحياناً

من النساء من صوتها مثل المزمار ولو كانت عفريتة، لو رأيتها هربت منها، لكن صوتها يخذلك.

والأذن تعشق، أما ترى أنك إذا رفعت السماعة واتصلت على أحد زملائك أو جيرانك أو أقاربك ثم ردت عليك زوجته وصوتها جميل أنها فتنة، فأغلق التلفون ولا تطول معها الكلام، وأوص زوجتك أو أختك أن لا ترد إلا بأقصر عبارة، وإذا استطعت أن لا ترد هي فحسن؛ لأن الأذن تعشق قبل العين أحياناً.

فما يدفع لهؤلاء المطبلات ثمانية آلف وبعضهم يقول: عشرة آلف، وبعضهم محجوز من شهور، عشرة ألف -يا أخي- تبني بها مسجداً، أو ترسلها للمجاهدين الأفغان، أو لإخوانك المساكين في السودان، أو لـ بنجلادش، تنقذ بها أسراً، لا تنفقها في سبيل الشيطان -والعياذ بالله- وكذلك هؤلاء الشعراء والمنشدون يعطونهم ألفين أو ثلاثة، كل هذه -والعياذ بالله- ما أنزل الله بها من سلطان.