الخير في هذه الأمة -أيها الإخوة- لا ينقطع والحمد لله، والهيئات واللجان والجمعيات التي تقوم في هذا البلد المبارك وفي غيره من بلاد المسلمين، هذه وسائل عظيمة من أجل إيصال الخير إلى أهله، فهي بمنزلة الجسور الممتدة بين المحسنين والمحتاجين، فإن كثيراً من المسلمين يود أن يحسن، وعنده خير؛ لكنه لا يجد من يوصل هذا الخير إلى أهله، وليس عنده إمكانية، فقامت هذه الهيئات، ومن ضمنها: مؤسسة الحرمين التي يقوم عليها مجموعة من الرجال الفضلاء، الذين هم موضع ثقة في دينهم وأمانتهم، وفي توجهاتهم، ويحملون تزكيات من أصحاب الفضيلة، وفي مقدمتهم سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن باز، وقد أثنى في كتاب له هنا وقال: سرَّني كثيراً ما تقوم به المؤسسة من الأعمال الطيبة في سائر أنحاء المعمورة من النشاط في الدعوة إلى الله، ومساعدة ذوي الحاجات، فالحمد لله على ذلك، وأسأل الله أن يوفق القائمين عليها لكل خير، وأوصي الجميع بالإخلاص لله في العمل.
لأن المسلمين في كل مكان بحاجة إلى من يعينهم على الخير، ويشجعهم عليه، وعلى الثبات عليه، كما أن غير المسلمين في حاجة إلى الدعوة والتوجيه والتأليف.
وفقكم الله جميعاً، ونفع بكم عباده.
- هذا الكتاب موجه إلى مدير عام المؤسسة فضيلة الشيخ/ عقيل بن عبد العزيز العقيل.
وهذه المؤسسة لها أعمال خيرية كثيرة جداً منها: ١/ الدعوية: في ترسيخ العقيدة، والتركيز على تعليم السنة.
٢/ الإغاثية: في إغاثة المسلمين، عند نزول الكوارث، وعند حلول المشاكل والنكبات.
٣/ التعليمية: كبناء المدارس.
٤/ الصحية: كبناء المستشفيات، والمستوصفات.
٥/ حفر الآبار إلخ.
كل هذه الأعمال تقوم بها هذه المؤسسة، وهي قائمة على المحسنين، ولها صناديق الآن موجودة في هذا المسجد، ولا أظن أنك تبخل على نفسك بأن يكون لك دور ومشاركة ولو شيئاً يسيراً، فإن الله تبارك وتعالى يربي للمتصدق صدقته، حتى تكون يوم القيامة كالجبل، فضَع شيئاً في هذا الصندوق:{وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}[سبأ:٣٩]{وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ}[محمد:٣٨] والله عزَّ وجلَّ لا يضيع صدقة أحد، وليس الإنسان ينفق من ماله بل من مال الله، يقول الله تبارك وتعالى:{وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ}[النور:٣٣]{وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ}[الحديد:٧].
فأسأل الله أن يوفقني وإياكم للإنفاق في كل مجال، ومن ضمن المجالات، مجال هذه الجمعية المباركة التي هي مؤسسة الحرمين، ولها صناديق، وعليها بعض الإخوة، وموجودة عند أبواب المسجد.