للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الغيرة في النساء وسببها]

السؤال

ما هو علاج الغيرة عند الزوجات، إنني أعاني من هذه الغيرة التي قد تحطم حياتي وحياة كل من يعاني منها؟

الجواب

الغيرة شيء طبيعي في النفس وهي متولدة عن الحب، فالمرأة إذا كانت تحب زوجها تغار عليه، ولكن العلاج بأمرين: أمر منك -أيها الزوج- وأمر منها، فالذي منك: أن تبعد نفسك عن مواطن الريبة، لا تكشف على امرأة ولا تتكلم مع امرأة، ولا تجلس مع امرأة، وبهذا تقضي على الغيرة من ماذا تغار؟ هي تغار عليك إذا صرت في مجلس واحد مشترك وشاهدتك تتلفت في امرأة، وتغار عليك إذا سمعتك تتكلم مع امرأة، وتغار عليك إذا رأت منك انحرافاً في السلوك، هذه الأولى.

والتي من المرأة المسلمة: أن ترشد هذه الغيرة، ويقول لها زوجها: أنا أخاف الله قبل أن أخافك، وأنا أراقب الله قبل أن أراقبك، والله لا تمتد عيني ولا أذني ولا يدي إلى حرام، فأنت اطمئني، لكن إذا كان في قلبها خوف منك؛ لأنها لا تضمن سلوكك، حينئذٍ تتولد عندها الغيرة، وإذا تولدت الغيرة، تتولد المشاكل، اضبط سلوكك تنضبط امرأتك، وحياتك، أما أن تنظر في النساء وتتكلم في الهاتف وتقول: يا امرأة لا تغاري، كيف لا تغار عليك؟! أنت لو شاهدت شخصاً يتكلم مع امرأتك أو ينظر إليها ألا تغار عليها، فهي إذاً إنسان مثلك.

أما إذا كان المقصود أن تكون المرأة معها ضرة -والضرة من الضرر- فليس هناك امرأة تحب أن يكون معها امرأة أخرى، لكن الذي شرع هو الله، والذي خلق هو الله، فهو الذي خلق المرأة وشرع الأمر، وأباح التعدد، وهو يعلم أن المرأة تطيقه وتتحمله، ولكن الشيطان يريد إزعاج المرأة وإفساد حياتها، فيأتي ويقول: شاهديه يجلس مع امرأته تلك أكثر، وإذا كنتم جلوساً جميعاً فإنه يضحك لها ولم يضحك لك، يتلفت إليها ولا يتلفت إليك، شاهدي كيف أسلوبه معها مثل العسل، ومعك ينهرك، هذا من الشيطان، فلا ينبغي لك أن تغاري عليه من زوجته الأخرى؛ لأنها حلال، ولا ينبغي للزوج أن يظهر من التصرف بما يوجد الغيرة من المرأة، حتى في النظر إذا كانوا سوياً في مجلس واحد، العين تكون هنا قليل وهنا قليل، وكذا نظرة وكذا نظرة، وكذا خطرة وكذا خطرة، وكذا ضحكة وكذا ضحكة، فالموازين عندك حساسة، أما الميل القلبي بالنسبة لك فهذا ليس في يدك، هذا بيد الله، لكن يلزمك أن تعدل: في المبيت، والنفقة، والتصرفات والتعاملات، أما في الميل القلبي فهذا لا تقدر عليه، فقد كان صلى الله عليه وسلم يعدل، وهو أعظم الناس عدلاً بين نسائه وأمته ورعيته ويقول: (اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلومني فيما تملك ولا أملك).

وإذا أردت -أيتها المؤمنة- أن يميل الزوج إليك، فأكثري الخدمة، تنافسي أنت وزوجته الأخرى في تقديم أحسن خدمة، والرجل سوف يميل إلى التي يشاهد أنها طيبة، وتبذل كثيراً من البر والطاعة والرائحة الطيبة وهذا يكون له مردود، لكن بعض النساء لا تريد أن تعمل شيئاً وتريد زوجها يظل معها أبداً.