توضأت ذات يوم ثم نشفت يدي فقال لي أحد الشيبان: لا يجوز تنشيف الذراعين بعد الوضوء واستدل بحديث (فإن الذنوب تخرج مع آخر قطر الماء) هل هذا -يا شيخ- صحيح؟
الجواب
لا.
هذا الحديث صحيح وهو:(إذا توضأ ابن آدم فغسل وجهه خرج مع آخر قطرة من وجهه كل خطيئة نظرتها عيناه أو شمتها أنفه أو قالها بلسانه) هذا صحيح، لكن يخرج مع الماء من حين غسلت وجهك وانتهيت فلا يبقى قطر الماء بل ينتهي، إذا مسحت معناه مسحت الذنوب كلها إن شاء الله، ولكن من يستدل يستدل بحديث ثانٍ وهو:(أن النبي صلى الله عليه وسلم لما توضأ قدم له منديل أحمر فرده) قال العلماء: رده لعدم رغبته في التنشيف لا لعدم جواز التنشيف، إذ أنه لو كان غير جائز لبين للأمة؛ وتأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز، وما دام أنه ما بيّن إذاً ليس بدين، وإنما تركه عادةً، فأنت إذا توضأت وأردت أن تمسح لا مانع، وإذا لم ترد فلا مانع، ولكن يقول بعض العلماء: إن القضية تخضع للجو الذي أنت فيه، الذي يعيش مثلاً في مكة أو جيزان إذا توضأ يريد يقعد الماء عليه ما يريد يمسح لماذا؟! لأن الماء يزيد جسمه رطوبة وطراوة، وإذا دخل الغرفة وفي هواء خفيف على الماء اللزج يعطيه نوعاً من النشوة والراحة، لكن الذي يعيش في أبها وتوضأ وخرج ووجهه يقطر بالماء وصفقته الرياح وتقشر وجهه هذا ما يصلح له، فالقضية فيها سعة والحمد لله.