الشق الثاني: الأمانة التي بينك وبين الناس هذه مهمة جداً؛ لأن حقوق العباد قائمة على المشاحة، بينما حقوق الله قائمة على المسامحة؛ وإذا قصرت في حق الله في التوحيد ثم تبت إلى الله تاب الله عليك، إذا قصرت في الصلاة ثم تبت إلى الله تاب الله عليك، أما حقوق العباد أمر لازم وإن تبت فلا بد أن ترجعها، إذا أخذت من أحد شيئاً ثم تبت إلى الله، هل تقول: اللهم اغفر لي وانتهى الأمر؟ لا.
الله يغفر لك، لكن بعد أن ترد حق الناس إليهم؛ لأن حق الناس قائم على المطالبة والمشاحة، بينما حق الله قائم على المسامحة، والله غفور رحيم، ولهذا يقول بعض أهل العلم: إن الأمانة التي بينك وبين الناس أعظم من الأمانة التي بينك وبين الله؛ لأنه يلزمك رد الأمانة التي بينك وبين الناس، أما فيما بينك وبين الله فيلزمك فقط التوبة إلى الله منها.
والله عز وجل يغفر لك إذا علم منك اليقين والصدق بأنك جاد في التوبة إلى الله سبحانه وتعالى، وهذه التي بينك وبين الناس تنقسم إلى فروع: