أيها الإخوة: هذه هي الصلاة التي يريدها الله منا، صل وانتظر النتائج وهي توفيق الله لك في الدنيا والآخرة، ففي الدنيا: التيسير والرزق اليسير والحب في قلوب الخلق والرعاية من الله سبحانه وتعالى، وفي القبر يجعل الله قبرك نوراً، وفي عرصات القيامة الخفة في الحساب، وبعد ذلك الفوز بالجنة والنجاة من النار، فنعيم الدنيا والآخرة وسعادة الدنيا والآخرة تتوقف على أشياء من أهمها: الإيمان بالله وتوحيده، ومتابعة النبي صلى الله عليه وسلم والصلاة.
فحافظ عليها وأدها كما أراد الله لتشعر بهذه النعمة التي يقول فيها ابن القيم: والله لو سلمت قلوبنا ما شبعت من الصلاة ولا من كلام الله، وعندما نقرأ سير السلف نعلم أنهم كانوا يقومون الليل كله، ثم نفكر نحن فنرى أننا لا نستطيع أن نقوم حتى دقائق منه، تقول: كيف كانوا؟ نقول: هؤلاء عرفوا، يقول ثابت البناني:[كابدت قيام الليل عشرين سنة وتلذذت به عشرين سنة أخرى وما صليت الفجر إلا بوضوء العشاء] لا يعرفون النوم {كَانُوا قَلِيلاً مِنْ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}[الذاريات:١٧ - ١٨] لماذا؟ لأنهم أحبوا الصلاة، أما نحن الآن نؤديها غصباً فقط، ومرة نقوم ومرة نسقط لضعف إيماننا ولعدم يقيننا بالله سبحانه وتعالى.
أسأل الله الذي لا إله إلا هو أن يجعلنا وإياكم من المصلين، وأن يحبب إلينا هذه الصلاة، وأن يجعلها قرة عيوننا، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله على محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.