الرفقة الصالحة الزملاء الطيبون الإخوان في الله، وهؤلاء تختارهم من المسجد، تتعرف عليهم من بين الركع السجود، أهل الأجسام النحيلة، والقلوب الرقيقة، والعيون الدامعة، والقلوب الخاشعة، الذين قد وقفوا بأقدامهم وبركبهم، يراوحون في الليل بين جباههم وأقدامهم بين يدي الله! تعرف عليهم وتحبب إليهم وخذ منهم:{قُلْ أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُنَا وَلا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}[الأنعام:٧١].
يقول ابن كثير: هذا مثل ضربه الله عز وجل لمن له أصحاب طيبون يدعون إلى الهداية، وأصحاب ضالون يدعون إلى الضلال، فمن استجاب للهداة صار معهم، ومن استجاب للضلال صار معهم -والعياذ بالله- حيران في الأرض.