سادساً: الحذر من مجالسة العصاة والاقتراب منهم أو إقرارهم، وهذه واضحة؛ لأنها عكسية للخمسة.
سابعاً: كذلك البعد كل البعد عن المعاصي كبيرها وصغيرها، دقيقها وجليلها؛ لأن المعاصي تسقط العبد من عين الله عز وجل، ولأن المعاصي تحرق الإيمان.
لا تحقرن من الذنوب صغيرا إن الصغير غداً يعود كبيرا
كل شيء يكبر، لا تقل: صغيرة، فاليوم صغيرة وغداً كبيرة.
إن الصغير وإن تقادم عهده عند الإله مسطر تسطيرا
فعليك أن تحرص كل الحرص على عدم الوقوع في المعاصي، فلا تسمع جزءاً من أغنية، ولو حتى الموسيقى التي قبل الأخبار؛ لأنك إذا سمعتها سمعت الذي قبلها والذي بعدها، وبالتالي تصير عاشقاً للأغاني، ولا تتكلم بالغيبة ولو كان هدف الغيبة نبيلاً؛ لأنك إذا تكلمت بالغيبة بهدف نبيل جرتك بالهدف النبيل إلى الغيبة بغير هدف.
ولا تأكل ريالاً حراماً، ولا تكذب كذبةً بيضاء -كما يقولون- فليس في الكذب أبيض وأسود، كله أسود، ليس في الكذب حلال إلا ما رخص فيه الشرع، وهو ثلاث: أ- كذب الحرب، خدعة.
ب- وكذب الرجل على زوجته.
ج- وكذب الإصلاح.
وغيره فهو كذب، فلا تحقرن شيئاً من الذنوب، وعليك أن تبتعد عنها صغيرها وكبيرها؛ لأن الإيمان هو بمنزلة الشجرة في قلبك، وغذاء الشجرة الطاعات، وما ظنكم لو أن إنساناً عنده شجرة وصب عليها بنزيناً، هل تعيش أم تموت؟ الذي يغذي شجرته بالبنزين والقاز والزيت وماء النار، تحترق أم لا؟ فإذا كان عندك إيمان وغذيته بالأغاني -وهذا بمثابة البنزين بالنسبة للإيمان- فإنه يحرق إيمانك، أو غذيته بالنظر إلى التلفزيون وإلى المسرحيات والمسلسلات، أو بعدم قيامك لصلاة الفجر فإنه يحرق دينك، أو غذيته بمتابعة المباريات والرياضيين، أو لترى من الذي فاز ومن الذي خسر، وهم كلهم خاسرون ليس لديهم نصر، إنما النصر لأهل الإيمان، فأنت بهذا تحرق إيمانك.
لكن غذيِّ إيمانك بالقراءة: بقراءة القرآن والسنة، وبالطاعة، بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبقيام الليل، والصيام، بالحب في الله والبغض فيه، أو بقراءة كتاب من كتب الإسلام تزيدك إيماناً، هذه وسائل تقوية الإيمان.