أيها الإخوة: التوبة في الإسلام أمر سهل لا يحتاج إلى كاهن كما في المسيحية، ولا إلى شيخ طريقة كما في الصوفية، ولا إلى الذهاب إلى عالم أو مكان معين، لا.
إنما هي يقظة قلب، واستشعار نفس بالانحراف عن الطريق ولزوم العودة إلى الله عز وجل، وهذه بإمكان كل شخص أن يعملها؛ أن يوقظ نفسه ويقول: والله أنا مذنب، أستغفر الله العظيم وأتوب إليه، ويدخل على الله من أقصر طريق، بثلاثة أمور: ١ - الأمر الماضي يصلحه بالاستغفار: وهذا ليس فيه تعب، هل هناك تعب أن نستغفر الله فيبدل الله سيئاتنا كلها حسنات؟ ليس هناك تعب.
٢ - والأمر المستقبل تصلحه بالنية الحسنة: أن تنوي ألا تعمل في المستقبل إلا كل خير، وهل في النية تعب؟ بعض الناس لا يريد أن ينوي حتى فعل الخير في النية، تقول له: تعمل فيما بعد؟ قال: لا.
لا يريد أن يعمل الخير حتى في النية، ماذا بقي بعد الماضي والمستقبل.
٣ - بقي الحاضر: ما هو الحاضر؟ الحاضر هو: أي لحظة تمر عليك، قبل لحظة كانت مستقبلاً، وبعد لحظة تصير ماضياً يقول:
ما مضى مضى والمؤمل غيب ولك اللحظة التي أنت فيها
هذه اللحظة اجتهد فيها، وجاهد نفسك على أن تفعل أمر الله وتترك نهيه، وبالتالي تصبح من التائبين الذين يقبل الله تبارك وتعالى توبتهم وتسعد في الدنيا والآخرة.