يقول أُشهد الله الذي لا إله إلا هو على حبك -نقول أحبك الله يا أخي- صلاة الفجر تفوتني أحياناً رغم أن أبي يوقظني على الوقت وإذا فاتتني أحس بأن قلبي يتقطع فأريد أن توصيني؟
الجواب
أولاً بارك الله فيك، وما دام أن قلبك حي بحيث إذا فاتتك مرة تحس بحرقة المعصية وألم المخالفة، فهذه علامة حياة قلبك، وبعد ذلك نقول لأبيك: بارك الله فيه عندما يوقظك في الوقت، ولكن يجب أن تعاونه بنفسك، يقول النبي صلى الله عليه وسلم لـ ربيعة بن كعب الأسلمي يقول:(أعني على نفسك بكثرة السجود) أي: بكثرة الصلاة، إذا سمعت أباك يوقظك للصلاة فعاون أباك على نفسك، بمجرد ما تسمع أباك أو المؤذن فانهض مباشرة، وإذا قمت قل أولاً: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وإذا استعذت بالله فانهض مرة ثانية وتوضأ ويذهب كل شيء منك، لكن بعض الناس يستعيذ بالله وهو نائم يقول: أعوذ بالله من الشيطان ويجلس مكانه، لماذا؟! لأنه يضارب الشيطان وهو (مضطجع) الآن لو أتيت على شخص تضاربه وأنت مضطجع هل يخاف منك؟! لا.
لأنك مضطجع، والشيطان الآن في معركة معك؛ فإذا بدأت تحاربه ماذا تفعل؟! تقوم وتقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، لكن على المخدة وتقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، قال: مكانك جيد نم بلا استعاذة بلا كلام فاضي، ولا يقوم الإنسان، لكن متى تقوم؟! إذا قمت واستعذت بالله وبدأت في مضاربة الشيطان ومحاربته بالقوة الضاربة وهي قوة الاستعاذة بالله قمت؛ لأن الله يقول:{وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}[الأعراف:٢٠٠] فالاستعاذة بالله عند النهوض هذه واحدة مما يعينك.
ثانياً: النوم المبكر.
ثالثاً: النوم على طهارة.
رابعاً: النوم على ذكر الله.
خامساً: النوم على نية القيام لصلاة الفجر؛ لأن من الناس من ينام أصلاً وهو مبيت في نيته أنه لا يقوم، عازم على عدم الصلاة من أول الليل، هذا لا يوقظه الله، لكن ذاك الذي ينوي من أول الليل بأنه سينهض فإن الله يعينه ويأخذ بيده.
سادساً: وبعد ذلك قراءة الآيات والأذكار، وهذه كلها مؤيدات، ثم إذا جاءت ساعة الصفر فانهض، الآن الموظفون والمدرسون أليس عندهم موعد؟! مثلاً ينتهي الدوام الساعة السابعة خاصة عند المدرسين؛ لأن دوامهم شديد؛ لأنه إذا تأخر المدرس يتأخر معه أربعون طالباً يضيعون معه، خلاص سبعة ينتهي الدوام فماذا به يقوم الساعة سبعة إلا ربع؟ وإذا أتاه نوم أو شيء لا يقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، لا.
يعوذ من الخصمية ومدير المدرسة الذي يقفل الدوام عليه ويعطيه إنذاراً، يقوم على طول، لكن يوم كانت صلاة وما في قلبه إيمان يدفعه إلى أن يقوم، يتكاسل ولا يقوم.
فنقول: يا أخي الكريم! نسأل الله الكريم أن يعينك على أداء صلاة الفجر، وأن يتوب عليك إذا أخرتها أحياناً، وأن يوفق والدك لإيقاظك، ونطلب منك أن تعين والدك على هذا بالاستعاذة، وبسلك الأسباب المؤدية إلى صلاة الفجر.
ويقول: ادع لي بالإخلاص.
ندعو الله لجميع المسلمين بالإخلاص والتوفيق والتقوى والعمل الصالح والعلم النافع.