ألا تخاف في الله لومة لائم، وأن تجعل الهدف الأول والأخير هو رضا الله، فإذا رضي الله عنك فلو لامك أهل الأرض كلهم ما عليك، لماذا؟ لأن الحياة بيد الله، والموت بيده، والرزق بيده، والرفع بيده، والخفض بيده.
والله لو أن الناس كلهم رضوا عنك، والله قد سخط عليك لا ينفعونك مقدار حبة خردل.
ولو أن الناس كلهم قد سخطوا عليك، والله راضٍ عنك فلن يضروك بشيء، ولهذا جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا محمد! أعطني، فإن مدحي جميل، وذمي قبيح، يقول: أعطني وزود فإن مدحي جميل إذا مدحتك رفعتك، وذمي قبيح، إذا ذممتك وضعتك، قال:(كذبت! ذاك هو الله) الذي مدحه جميل وذمه قبيح، إذا مدحك ربي فأنعم بها، وإذا ذمك ربي فوالله لست جميلاً ولو أثنى عليك الناس كلهم؛ لأن الناس لا يمنعونك من الله، ولكن الله يمنعك من الناس كلهم.
إذا كان الله معك فمعك كل خير، وإذا فاتك الله فاتك كل خير، هذه الرابعة {وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ}[المائدة:٥٤].