بعض الشباب الملتزم -هداهم الله- لديهم بقايا من خراب جاهليتهم السابقة قبل التزامهم، وهذا أكثر ما يكون في اللسان، فتجده يتكلم على فلان وفلان، ويصف هذا بأنه باطل، وأن فلاناً كلامه غير صحيح؟
الجواب
هذه من الأمراض التي يشيعها الشيطان بين الناس، فإذا رأى الشاب الملتزم الذي يحفظ نفسه، ولا ينظر إلى الحرام، ولا يسمع الأغاني وغير ذلك، استعمله في طريق ثانٍ وهي: شغله بأكل لحوم العلماء والنيل من المشايخ، وتتبع سقطات الصالحين وتضخيم أخطائهم، وكأنه جندي من جنود إبليس، وهذا لا يجوز في شرع الله، غيبة المسلم حرام، وغيبة العلماء أشد حرمة، فإن لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في الذين ينالون منهم معلومة، وما رأينا إنساناً تتبع لحوم العلماء بالجرح والثلب والتنقص إلا نكبه الله في الدنيا قبل لآخرة والعياذ بالله، فنوصي طلبة العلم والفضلاء أن ينصرفوا إلى الدعوة، وإذا رأوا في إنسان من الصالحين أو من الطيبين خطأ أو معصية أو تقصيراً فالناس كلهم خطاءون، من ذا الذي لا يخطئ؟ فالكمال لله عز وجل.
وعليك أن تنصح هذا الشخص المخطئ بالاتصال الهاتفي، أو بالرسالة البريدية، أو بالمواجهة الشفوية، وتقول: يا شيخ أنت قلت كذا -مثل هذا الأخ جزاه الله خيراً الذي كتب لي هذه الورقة وقال لي: أنت قلت كذا وكذا- وهذا حق ليس فيه شيء، ونحن نقبل النصيحة -أيها الإخوان- فالذي يريد أن يكون كاملاً كذاب، والمعصوم هو الرسول صلى الله عليه وسلم، والعاصم هو الله تبارك وتعالى، فما ينبغي للإنسان أن يتتبع سقطات الناس، ولا أن يتخذ لحومهم غرضاً، فيتكلم فيهم في المجالس، ويضع من قدرهم بحجة أنه متدين.
إن التدين الحقيقي هو الذي يبعثك على العمل للإسلام لا على النيل من العاملين للإسلام.
نختم -أيها الإخوة- بالدعوة إلى التبرع لإخواننا في جميع ديار المسلمين، وهذه رسالة جاءتني من الندوة العالمية للشباب الإسلامي، وهي ندوة مباركة تقوم بخدمة الأمة الإسلامية في كافة أنحاء العالم بما لها من برامج دعوية، وأنشطة ووسائل توعوية، وأمور إغاثية، ومخيمات شبابية، وهي تطلب منكم مد يد العون والمساعدة لتستمر في مواصلة الخير، والعمل الصالح لخدمة الإسلام والمسلمين.
أسأل الله لي ولكم التوفيق ولهم الإعانة، والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.