للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم قراءة القرآن والتسبيح الجماعي في العزاء]

السؤال

هناك عادة موجودة بين بعض نساء إحدى البلاد العربية عند العزاء: يأتون بامرأة بأجرة في بيت العزاء تقرأ القرآن وتسبح وتهلل بصوت مرتفع والنساء يرددن خلفها، أو يفتحن شريطاً مسجلاً عليه هذه الأدعية وهذه الأذكار فيستمعن إليه، وهذه العادة موجودة إلى الآن عند البعض من النساء اللاتي قدمن إلى هذه البلاد وهنَّ يتداولن هذا الشريط بينهن في مناسبات العزاء.

والسؤال: ما حكم هذا العمل؟ وماذا يجب على من أتت إليهن عند العزاء؟ وهل تأثم من جلست معهن ولو لم تقر بهذا العمل؟

الجواب

أولاً: حكم هذا العمل أنه بدعة؛ فلا ينبغي أن نأتي بأي شيء إلا ما جاءت به السنة، ولو كان خيراً لسبقنا إليه السلف، فاجتماع النساء من أجل قراءة القرآن والتسبيح والتهليل والترديد ولم يأتِ به أمر، إنما هذا إحداث في دين الله بشيء لم يأذن به الله فهو بدعة، ويجب على من أتت إليهن عند العزاء ووجدتهن على هذا الوضع أن تحذرهن وأن تأمرهن بطاعة الله تعالى، وتقول: هذا الأمر حرام ولا يجوز وما أتى به الشرع، وإذا جلست معهن وهي قادرة على أن تخرج؛ فإنها آثمة حتى ولو لم تقره بقلبها، إذ لا بد من الإنكار: {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ} [النساء:١٤٠].

فلا يجوز لك أن تجلس في مكان فيه أمر يُسخط الله إلا أن تكون مضطراً، كيف تكون مضطراً؟ أي: مكره، وليس الإكراه من أجل أن تتعشى، فبعض الناس يذهب في وليمة وهم يطبلون ويلعبون ويرقصون، ويقول: إني مضطر، لماذا؟ قال: من أجل أن أملأ بطني رزاً الله أكبر على بطنك التي لم تمتلئ بالرز! اذهب واملأها بثلاثة ريال في أي مطعم يا أخي! وانفر بدينك، المكره أن تكون مسجوناً، أو مريضاً مقعداً ويوجد منكر ولا تستطيع أن تفلح وهو أمر خارج عن إرادتك هذا هو المكره.

أما أن تكون قادراً على أن تخرج فلا.