( إن الله طيب ولا يقبل إلا طيباً)، فإذا بنى الإنسان مسجداً من مال حرام فإنه لا يثاب عليه، لكن الناس لو صلوا في هذا المسجد فإن صلاتهم صحيحة، ولا يتعلق بهذا حرمة، لماذا؟ لأنه عمل صالح، وهم استفادوا منه في أداء عبادتهم، أما كونه صالحاً بالنسبة له فلا؛ لأن الأصل غير مشروع كما يروى عن أبي حنيفة أن رجلاً كان يسرق التفاحة ويتصدق بها، فرآه أبو حنيفة وقال: ماذا بك تسرقها وتتصدق بها؟ قال: أسرق فتكتب سيئة، وأتصدق فتكتب عشر حسنات، واحدة من العشر مقابل السيئة يبقى لي تسع -انظروا العقلية التجارية- قال: قبحك الله ما أجهلك، تسرق فتكتب سيئة، وتتصدق فلا يقبل الله صدقتك، فتبقى في ظهرك سيئة، يريد أن يربح ولكن السيئة في رقبته، والله طيب لا يقبل إلا طيباً، والناظم يقول:
أمطعمة الأيتام من كسب فرجها لك الويل لا تزني ولا تتصدقي