هذا شاب قد أورد رسالة طويلة، ومضمون هذه الرسالة أنه يحكي قصته فيقول: بأنه صدم طفلة صغيرة، وخاف على نفسه من الورطة فذهب إلى بيته، وبعد فترةٍ علم أن الطفلة قد ماتت، ولكنه حتى الآن لم يخبر أهلها بأنه كان السبب في ذلك؛ لأن علته في ذلك أن هذه الطفلة قد خرجت هي بنفسها على السيارة ولم يصدمها هو بنفسه، فما هو الحل حيال هذه المشكلة؟ وكيف سيقابل الله عز وجل؟ وما ينبغي أن يعمله وإن كان في ذلك قطع رقبته مثلاً؟
الجواب
هذا الفعل شنيع جداً وجريمة، ولو كنت حاكماً أنا أو قاضياً وجاءني مثل من يفعل هذا الفعل يصدم إنساناً ثم يذهب ويتركه لحكمت عليه بالقتل؛ لأن كونك غير عامد صحيح، لكن صدمتها ماذا تعمل؟ تتركها! أدجاجة هي أم قطة! هذه إنسانة، ذهابك عنها بعد صدمها كأنك قتلتها عمداً، ولذا لو كنت قاضياً لحكمت عليك بالقتل؛ لأنه ارتكب جريمة.
ثم -والعياذ بالله- ارتكب أشد منها، وضيع دم مسلمة، وضع الأسرة الآن كيف قلوبهم على هذه الطفلة؟ وهذه في ذمته، ولذا نقول له: عليه بالمسارعة إلى تسليم نفسه للسلطة، وإخبارهم باليوم والحادث والمكان، وهم سيراجعون السجلات وسيعرفون البنت ويعرفون أهلها، ويأتي أهلها ويقول لهم: أنا ارتكبت هذه الخطيئة، وكانت البنت هي التي خرجت عليَّ، ولكني جاهل لا أعرف، والآن تبت إلى الله، ومنَّ الله عليَّ بالهداية، والحمد لله، ووجدت أن من واجبي أني آتي لأضع يدي في أيديكم ونفسي لكم بما تريدون وما يحكم عليه الشرع، وطبيعي فإنهم سيكونون كرماء؛ لأنهم يعرفون أن الذي جاء بك إليهم هو الله وخوفك منه، ما أحد يعلم عنك لو أنك استمريت في معصيتك وضلالك، لكن لما جئتهم بالوجه الحسن، أتوقع إن شاء الله أن يكونوا كرماء وأن يقولوا: عفا الله عنك، وأن تأخذ منهم الرضا، ولا مانع من أن تمكث في السجن فترة عقوبة لما وقع منك، إذا جلست ستة أشهر أو سنة فالسجن هذا شيء بسيط حتى تسلم من النار وتبعد نفسك من وخز الضمير وألم القلب والنفس.