ثم يتغير وضعك في البيت مع المرأة عندما التزمت ما شاء الله! صرت في البيت باستمرار، كنت من قبل تائه في المقاهي، وفي الاستراحات؛ لكن بعدما التزمت، وأصبح لا يوجد لك مكان إلا بيتك، من بعد العشاء وأنت في البيت، بعد المغرب في البيت، بعد العصر في البيت، أين تذهب؟ إلى المسجد.
أين كنت؟ في المسجد، أين ستذهب؟ للندوة، بعد ذلك المرأة تشعر أنك موجود، ثم أعطيتها حقها من الابتسامة ومن المعاشرة والإكرام، والعدل إن كان عندك زوجتان، ومن التعامل الطيب، ومن الجلوس الطيب، ومن الخدمة في البيت، فإذا رأيتها تغسل في المطبخ تأتي وتقول: أنت تغسلين وأنا أصفي، هل هذا عيب؟ لا والله، كان صلى الله عليه وسلم يفعل هذا في بيته، كان يكنس البيت، ويخدم مع أهله، وعندما تفعل هذا مع المرأة في البيت ما هو انعكاسه عليها، ماذا تقول؟ تقول: جزاه الله خيراً، من يوم التزم وربي هداه، وتحب الالتزام، وتلتزم.
لكن إذا التزم بعض الشباب وعنده زوجة، لم تعد تراه أبداً، تقوله له: أين كنت؟ قال: مع الإخوة في الله -من المغرب إلى الفجر- وإذا أتى في الصباح صلى الفجر وعاد للبيت ينام إلى الظهر، وخرج فتقول له: إلى أين أنت ذاهب؟ فيقول: عندي رحلة، عندي التزام، عندي موعد، عندي ندوة، قالت: الله أكبر عليك! من يوم التزمت لم نعد نراك، وتكره الالتزام.
إذاً الالتزام يقتضي منك أن تكون موجوداً في بيتك.
أيضاً تعاملك مع والدك ومع والدتك، من يوم أن تلتزم تعود إلى الوالد تلتصق بالوالد تكون ظل الوالد، إذا خرج إلى السوق تخرج معه، أو تتقضى له أنت، وإذا جاءه ضيف ترحب به وتصب القهوة له، وتفتح البيت له، وقبل أن تخرج من البيت تقول: يا أبي تريد شيئاً؟! تريد أن تذهب إلى مكان؟ تأذن لي؟ إذا قال أبوك: اذهب؛ فاذهب، وإذا قال: اجلس، تقول: حاضر يا أبي! فماذا يكون انعكاس هذا على والدك، يقول: الحمد لله ولدنا منذ هداه الله والتزم بالدين والله إنه طيب، وأخلاقه صارت طيبة، وبدأنا نراه، والآن ينفعنا، ويقوم بلازمنا، ويحب الالتزام؛ لكن بعض الشباب إذا التزم انقطعت صلته بوالده، لماذا؟ قال: أبي عاصي لا تجوز خدمته، فيكره الوالد الولد، ويكره الالتزام، وإذا رأى ولداً آخر من أولاده يريد أن يلتزم ضربه، قال: لا.