للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[انحراف الشباب عن طريق الحق]

السؤال

إن مما يحز في النفس أن نرى شباب المسلمين يضلون عن الطريق السوي وهو واضح لديهم وضوح الشمس، وبعض إخواني منهم؛ لذلك أسألكم بالله أن تدعو لهم خاصة ولشباب المسلمين عامة لعل الله أن يقبل هذا الدعاء في هذا المجلس المبارك؟

الجواب

صدقت هذه الأخت المباركة! إنه مما يحز في النفس فعلاً ويقطع الفؤاد والقلب أن نرى أبناء الإسلام أبناء العقيدة أبناء التوحيد أبناء الفطرة وهم يتساقطون صرعى في طريق الضلال والفسق بل وصل بعضهم إلى طريق الكفر والردة عن دين الله، وذلك بترك الصلاة؛ لأن ترك الصلاة كما هو مقرر عند أهل العلم كفر مخرج لصاحبه من الملة.

وترك الصلاة ليس معصية، ولكن كما قال عليه الصلاة والسلام: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) (بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة) فهذه الأخت تتألم لما ترى من تصرفات لا تليق من بعض الشباب الصغار الذين في المدارس المتوسطة والثانوية وربما في الجامعات ولا يدركون مسئولياتهم أمام الله، ألا يعرفون أنهم مسلمون؟! وأن من أولويات إسلامهم المحافظة على الصلاة في المساجد بدون أن يلزمه أبوه أو أخوه بذلك؟! إلى متى تريد أباك يقول لك: صلِ صلِ، أنت رجل قد بلغت وأصبحت مكلفاً لا تحتاج من أحد أن يقول لك: صلِ، لكن هذا بسبب ضعف التربية وقلة التوجيه وتأثير وسائل الشر التي عمت وطمت وارتفعت فوق بيوت المسلمين وانفتح عليها الشباب والشابات والرجال والنساء وشغلوا بها حتى سرقت دينهم وسرقت عقائدهم وأخلاقهم فأصبحوا يتمنون أو يتصورون أنهم مثل هؤلاء يريدون أن يعيشوا مثلهم ويتخلوا عن هويتهم الدينية وعن شخصيتهم الإسلامية التي اختصهم الله بها وأكرمهم بها.

وهذه الأخت تقول: حتى إخواني، إخوانك وكثير لكن لا نملك إلا أن نوجه الآباء إلى الشعور بمسئوليتهم أمام الله سبحانه وتعالى في حماية أبنائهم، يقول الله تعالى: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا} [طه:١٣٢] ويقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [التحريم:٦] والذي يضع هذه الآلات وهذه الأجهزة في بيته فقد خان رعيته وغشهم، ومن مات وهو غاش لرعيته كما في الحديث الصحيح: (من مات وهو غاش لرعيته لم يرح رائحة الجنة) وندعو الله في هذا المجلس فلعله مجلس مبارك في هذه الساعة أن يهدي شباب المسلمين وأن يردهم رداً جميلاً إلى هذا الدين، إنه ولي ذلك والقادر عليه.