للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[معجزة النبي صلى الله عليه وسلم في بيت المقدس]

السؤال

لم تحدثنا عن معجزة النبي صلى الله عليه وسلم في بيت المقدس؟

الجواب

أنا ما قلت: إني سأحدثكم عن كل المعجزات؛ لأن المعجزات بلغت الألف وأنا أعطيتكم ثلاثاً أو أربعاً، أما هذه فهي معجزة من معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم، وهي: أنه لما أسري به إلى بيت المقدس ورجع في ليلته كذبه المشركون، وأرادوا أن يزعزعوا إيمان المؤمنين، وقالوا: إنا كنا نصدقكم، لكن الآن تقولون: ذهب إلى بيت المقدس ورجع في ليلة ونحن نقطعها في شهرين ذهاباً وإياباً، وليته قال: بيت المقدس وسكت، بل يقول: صعد إلى السماء.

فجاءوا إلى أبي بكر الصديق وقالوا: استمع إلى ما يقول صاحبك، فلما أخبروه قال: [إن كان قال ما قال فقد صدق] فسمي الصديق رضي الله عنه.

ومن ضمن أسئلتهم لرسول الله أنهم قالوا: صف لنا بيت المقدس؟ والنبي صلى الله عليه وسلم دخل بيت المقدس في الليل وصلى بالأنبياء وخرج، والذي يدخل المسجد قاصداً أمراً معيناً لا يقعد يتفكر في هذا المسجد.

أنتم الآن حين دخلتم هذا المسجد، كم عدد عمدان المسجد هذا؟ لا تعلمون.

وربما أنكم حضرتم عشرين مرة؛ لأنكم ما جئتم لتعدوا ولستم مهندسين.

كم عدد النوافذ و (الثريات)؟ لا تعلمون.

فهم أرادوا وصفه والرسول صلى الله عليه وسلم دخل لأداء رسالة وهي الصلاة بالأنبياء وخرج.

فلما أرادوا أن يمتحنوه كشف الله له بيت المقدس، وهو في مكة وبيت المقدس في القدس، فجعل يصفه عموداً عموداً ونافذة نافذة وباباً باباً كأنما يراه، ولكن هل آمنوا؟ قال الله عز وجل: {وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِهَا} [الأعراف:١٤٦] هم لا ينقصهم الدليل، الدليل موجود لكنه العناد والرفض.