للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم الحجاب الشرعي]

السؤال

كثير من الأسئلة وردت من الأخوات يطلبن أن تتكلم عن الحجاب الشرعي بصورة مختصرة؟

الجواب

الحجاب الشرعي فريضة الله على المؤمنات، قال عز وجل: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً} [الأحزاب:٥٩] وقال عز وجل في سورة النور: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} [النور:٣١].

فالحجاب الشرعي فريضة، والتي تصلي يلزمها أن تحتجب؛ لأن آية الصلاة محكمة وآية الحجاب محكمة أيضاً، والتي تؤمن بآية الصلاة والزكاة والحج وترفض آية الحجاب يخشى عليها من الوعيد الكائن في كتاب الله عز وجل: {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ} [البقرة:٨٥] نؤمن بآية الصلاة ونكفر بآية الحجاب، قال الله: {فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [البقرة:٨٥] وهذا الذي يحصل الآن من التكشف والتبرج يحصل به العذاب في النار {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ} [البقرة:٨٥].

فيا أيتها الأخوات المؤمنات! التزمن بالحجاب على أنه دين لا أنه أمر الزوج، فقد تبتلى امرأة بأن لها زوجاً لا يريد أن تتحجب، لكن تتحجب رغم أنفه ولا تطيعه، وبعض النساء تتحجب بأمر زوجها، فإذا ذهبت عند أهلها قالوا لها: اخرجي بلا حجاب، فتتكشف، فهذه لم تطع الله، والحجاب الشرعي أن تلبس في بيتها لزوجها مما يحلو لها، وتتزين به له، أما إذا خرجت فيجب أن تستتر من مشاش رأسها إلى أخمص قدمها، ولا يبدو منها شعرة ولا ظفر واحد، والحجاب عبارة عن ثياب فضفاضة واسعة، لا تلبس الضيق انتبهوا الضيق المفصل هذا موت؛ لأنه يبدي ويكشف مفاتن المرأة، تلبس ثياباً فضفاضة وفوقها عباءة، وبعد ذلك في يدها (دسوس) إلى الكوع، (دسوس طويلة) وتلبس حجاباً على وجهها متين أسود لا يرى أحد ما وراءه وتلبس العباءة من فوق وتمشي، هذه المؤمنة التي تقيدت بقيد الشرع، وليس بينها وبين السعادة -إن شاء الله- إلا أن تموت، هذه جوهرة مصونة ودرة مكنونة، لا تنظر لها عين ولا تمد لها يد إلا عين ويد زوجها، أما الرخيصة المبتذلة البعرة التي تخرج للأسواق لتنظر لها العيون، وتمتد لها الأيدي، هذه رخيصة، والرخيص لا أحد يريده، الرخيص -كما يقال- بخيس، لا تكوني رخيصة فتخسري أهلك وبيتك ودنياك وآخرتك، لكن تحجبي والتزمي بدين الله، يرتفع قدرك وتعلو قيمتك، وتزداد منزلتك في الدنيا والآخرة.

أما بالنسبة لأبيها وأخيها والثمانية الأصناف الذين ذكرهم الله في سورة النور فتكشف وجهها وكفيها وما يظهر عادة للرجال من المحارم، لكن لا تكشف ثدييها، ولا ساقيها، ولا نحرها، ولا شعرها كله؛ لأن هذه أشياء خاصة بالزوج، أما الأخرى الوجه والجلسة والأيدي وجزء من الأقدام ليس فيه شيء، بالنسبة للمحارم الأقارب، وهم الذين في سورة النور ثمانية أصناف أما غيرهم فلا.