للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أنهار الجنة]

لكل مسلم في الجنة في قصره أنهار تجري من تحته، ذكر الله هذه الأنهار وأنها من أربعة أنواع، تنحدر من الفردوس وتمر بالجنان الأربع، وهي: نهر من ماء، ونهر من لبن، ونهر من خمر، ونهر من عسل مصفى، يقول الله عز وجل: {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ} [محمد:١٥] والأسن: آفة تصيب الماء إذا ركد، إذا تركت الماء راكداً أياماً وليالي تأتي عليه وقد تغير، وتعفنت رائحته، و (آسنَ) يعني: تسمم ولم يعد يصلح للاستعمال، لكن ماء الجنة غير آسن.

{وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ} [محمد:١٥] وهذه آفة في اللبن أنه إذا مر عليه وقت تغير طعمه، هذا اللبن الموجود في الأسواق إذا اشتريته اليوم يكون له مذاق، وإذا اشتريته بعد أسبوع يصبح حامضاً، أما بعد أسبوعين فإنه يتسمم ولا يصلح للاستعمال، ولهذا يضعون على كل علبة تاريخ انتهاء الصلاحية، لكن لبن الجنة ليس له انتهاء في الصلاحية، ولا يتغير طعمه.

{وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفّىً وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ} [محمد:١٥].