للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم بقاء الزوجة مع زوج لا يصلي ألبتة]

آخر سؤال أيضاً من الأخوات، ونحن نعطي أهمية للأسئلة التي تأتي من الأخوات؛ لأن الإخوة الذين لا يجدون جواباًَ على أسئلتهم يمكنهم أن يسألوا مشافهة؛ لكن الأخت التي لا تجد جواباً كيف تعلم؟ ليس معها إلا الورقة، فنحن نعطيها أولوية، وليس معنى هذا: عدم الاهتمام بالأسئلة الأخرى، بل الأسئلة الأخرى ستكون محط عناية مكتب مركز الدعوة إن شاء الله؛ بحيث يُتاح لها الفرصة إن شاء الله في مناسبة قادمة.

السؤال

هناك أم لستة أطفال، والدهم لا يصلي، فما حكم معاشرتها لهذا الزوج، وقد سألت هذه الأم شيخاً، ونهاها أن تعيش معه؛ ولكنها عطفت على أولادها، وحنَّت عليهم، واستمرت في حياتها مع زوجها، على الرغم من إجابة الشيخ لها، واستمرت في تربية أبنائها متوكلة على الله، فهل من ذنب عليها؟

الجواب

نعم.

عليها ذنب عظيم، إذ أنها استمرت في معاشرة رجل كافر، وقد أجمع أهل العلم على كفر تارك الصلاة، وما دام هذا الزوج لا يصلي، فإنه يحرم عليها، ولو عليها مائة ولد وليس ستة فقط، ولو وراءها قبيلة، فلا تحن ولا تشفق عليهم، وإنما تشفق على نفسها أولاًَ من أن تستمر في بيت الكافر، فهذا الرجل الذي لا يصلي تمسكه، وتقول له: أنت إنما استحللتني بكلمة الله؛ لأنك مسلم، والآن لا تصلي، فأنا أخيرك بين أن تصلي فأنا زوجتك، وأم أبنائك، ومعك على درب الإيمان إن شاء الله، أو لا تصلي فأنا لستُ منك، ولستَ مني، ولستُ أنا لك، ولستَ لي، سأذهبُ إلى بيت أهلي.

إن كان لها بيت أهل تذهب إليه، وإن لم يكن لها بيت أهل وأولادها معها، ولا تريد أن تتركهم، فإنها تجلس في هذا البيت؛ لكن تحتجب عنه، لا تراه، ولا تمكنه من نفسها وإن غُلِبَت على أمرها ولم تستطع، تخرج من البيت، ولو أن تعيش على الرصيف، فلها والله أن تعيش وتنام على الأرض، ولا تنام ليلة في النار.

أسأل الله أن يهدي هذا الرجل، وأن يوفق هذه المرأة، ويثبتها على الإيمان، وأن يوفقنا جميعاً لما يحبه ويرضاه.

والله أعلم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.