للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ضرورة الحرص على الأبناء وأماكن ذهابهم]

السؤال

يا شيخ أريد حلاً: والدي يمنعني من حضور مثل هذه الدروس المفيدة، وهذه المحاضرات، ويقول لي: ما يدريك لعل هؤلاء يتكلمون خلسةً من غير علم المسئولين، فأنا أحضر دون علمه، وإذا رجعت إلى البيت فإنني أجده غضبان بسبب هذا الفعل مني، وكأنني ارتكبت جريمةً، أقول لك بوضوح: إنه أمرض قلبي؟

الجواب

لا.

يا أخي! ما أمرض قلبك، بل جزاه الله عنك خيراً، فهو يحبك، ويحرص عليك، وعلى مصلحتك، ولا يريد أن تتعرض لشيء، ولكن أكد له وأقنعه واجزم له أنك تجلس في مجالس مرخص لأصحابها من قبل ولاة الأمر، مثل مجلس الشيخ عائض، وهذا المجلس، والمجالس الأخرى الدورية، هذه المجالس مرخص لأصحابها، ويمارسون هذا العمل بإذن رسمي من قبل الدولة وفقها الله، وبارك فيها وحفظها وهداها إلى الصراط المستقيم، فأقنعه وقل له هذا الكلام، إذا اقتنع فالحمد لله، وإذا رفض فعليك أن تطيع أباك؛ لأن طاعته واجبة، وبإمكانك أن تسمع الشريط الإسلامي الذي تسجل فيه هذه المحاضرات، فتجمع بين سماع العلم وطاعة الوالد.

أما أن ترفض أمر أبيك وتأتي رغم أنفه وهو غير راضٍ، فإنه لا ينبغي، حتى ولو كان هذا من أجل طلب العلم؛ لأن بإمكانك أن تطلب العلم عن طريق الكتابة، والشريط، وتجمع بين الأمرين؛ لأن رضا الوالد مطلوب في الشرع، وقد يحصل لك عدم بركة في علمك إذا كان أبوك غير راضٍ.

ولكننا ندعو هذا الأب الكريم -جزاه الله خيراً- الذي يحرص على ولده، نقول: إن من مقتضيات حرصك على ولدك أن تشجع فيه هذا الجانب الإيماني الذي يدفعه إلى حضور مجالس العلم، وأن تأتي معه، ما دام الله هدى ولدك ووفقه وسدده فافرح يا أخي! كثير من الآباء يحب أن يخسر نصف ملكه من أجل أن يهتدي ولده، لكن الهداية بيد الله عز وجل، فما دام أن الله هدى ولدك، ما رأيك لو أن ولدك ذهب إلى القهوة، أو المخدرات، أو مع المغنين، والفجرة واللوطة، هل ستكون مبسوطاً؟ لا.

فكيف تمنعه من مجالس العلم؟ هل تريد أن ترده إلى الشر، فاتق الله يا مسلم! اسمح لولدك وتعال معه، وليس هناك مانع من أن تتأكد من نوعية المجالس التي يجلسها ولدك، حتى يطمئن قلبك إن شاء الله.