للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الحرص على تهيئة المكان الملائم لأداء الصلاة]

خامساً: أيضاً من الأمور التي تستعد بها قبل الصلاة: الحرص على تهيئة المكان الملائم لأداء الصلاة من حيث شدة الحرارة أو البرودة، إذا كان هناك برد شديد وأنت تصلي في الليل فضع لك مدفئة، إذا كنت في برد شديد حاول أن تلبس عباءة حتى تصلي في جو مريح لك فيه خشوع.

وكذلك تبتعد عن أماكن الإزعاج والضوضاء، فقد روى البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن المصلي يناجي ربه فلينظر بم يناجيه، ولا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن) إذا كنت تقرأ القرآن وجاء شخص يصلي إلى جانبك فاخفض صوتك ولا ترفعه؛ لأنك تشغله (لا يشوش قارئكم على مصليكم).

وكذلك الأمور التي تشوش على الناس في مساجدهم ينبغي أن تعطل مثل: مصنع أو مزرعة أو أي آلات مزعجة بجانب المسجد ينبغي إذا أقيمت الصلاة أن توقف كل دواليب الحياة فتمشي في الشارع ولا سيارة، ولا دكان، لماذا؟ لأن الناس مع الله، أين المسلمون الآن؟ مع ربهم، الناس في بيوت الله، لكن متى هذا؟! الله المستعان! في رمضان تعرفون في المغرب إذا أذن للمغرب لا أحد يتجول في الشوارع فكل واحد على سفرته، والذي في الخلاء تراه مثل المجنون، يقطع الإشارات ماذا بك، يقول: أريد أن ألحق العشاء! ليت الناس في الصلوات في غير رمضان مثل هذا الوقت بحيث إذا أذن لا تجد أحداً في الشارع ولا ترى واحداً في البيت إنما كلهم في المساجد، ينهلون من نعيم الإيمان، ويردون هذه المحطات الإيمانية ليعبئوا قلوبهم من عظمة الله، ثم إذا سلموا يخرجون من مساجدهم إلى أماكنهم وقد امتلأت قلوبهم، لكن إذا كان المسجد غير ممتلئ والشارع ممتلئ هذه مصيبة، وإنا لله وإنا إليه راجعون!