إني أخبركم أني أحبكم في الله تعالى، ثم أخبركم أنه قد حصل بين صهري وأمي نزاعاً حيث حصل بينه وبين زوجته نزاع، والله أعلم أن السبب من أمها، وقامت الأم بنقل الكلام إلى أبي البنت، ثم قام أبو البنت بسب صهري فقمت بهجر أمي في نقلها هذا الكلام تأديباً لها حتى ترجع إلى الحق، فما الحكم جزاكم الله خيراً؟
الجواب
أمك أخطأت خطأً بسيطاً، وأنت أخطأت خطأً مركباً، أردت أن تكحلها فأعميتها، وأردت أن تعربه فأعجمته، لا شك أن تدخل الأم بين الزوجة وزوجها حرام ولا يجوز؛ لأنه إفساد، وينبغي ألا تتدخل الأم إلا بالخير، وينبغي للزوجة ألا تشكي على أمها كل شيء، يعني: يجب أن توطن زوجتك وأهلك على أن أي خلاف بينك وبين زوجتك ينبغي أن يبقى في دائرة الأسرة ولا ينفذ إلى الأم؛ لأنه إذا نقل إلى الأم أو إلى الأب زعلوا، وأنتما تتراضيان من ثاني ليلة، وتقعد الأم زعلانة لماذا؟ لأن الزوج وزوجته الخلاف بينهم شيء طبيعي، لا بد من الزعل، مثل أواني المطبخ: الفنجان يدق في الملعقة والملعقة تدق في الشوكة، يعني: شيء طبيعي، فإذا زعلت عليك أو زعلت عليها وذهبت تخبر أمها أو هي أخبرت أمها من يرضي أمها؟ لكنك ترضي المرأة في اليوم الثاني وتصطلحون وتلك زعلانة، فوطن زوجتك على ألا تخبر أمها.
والأم أيضاً ينبغي إذا نقلت لها ابنتها شيئاً فلا تكبر الموضوع، تقول: لا.
تصطلحون، وهذا زوجك وأبو أولادك، ولا ينبغي أن تخبريني بشيء مما يحصل بينكم، أما تدخلها فهذا إثم وعليها ضرر.
وأما أنت فدورك مع أمك دور الإصلاح لا دور الإفساد، دور النصح والتوجيه والإرشاد بأن تقول لها: يا أمي! بارك الله فيك ووفقك لما يحبه ويرضاه، أنت من أهل الخير، وأنت فيك خير، وتعرفين هذه زوجة الرجل وتريده وتحبه، ولكن الخلاف بينهما شيء طبيعي، فلا تحاولين أن تنقلي كلاماً بينهما، وإذا نقلتي فاستغفري الله والله يتوب عليك، وأنت من أهل الخير.
أما أنك تهجرها، الله أكبر! ما هذا العلاج! تهجر أمك! هذا عقوق، والعقوق هذا من أعظم الكبائر، يقول صلى الله عليه وسلم:(ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قلنا: بلى يا رسول الله! قال: الشرك بالله، وعقوق الوالدين، ثم كان متكئاً فجلس وقال: ألا وشهادة الزور، ألا وشهادة الزور، ألا وشهادة الزور، فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت) فاستغفر الله، وعد لمراجعة ومراضاة أمك، وإذا أردت أن تعالج أي أمر عند أبيك أو عند أمك ديني أو دنيوي فلا تراجعه ولا تعالجه إلا بأعظم أسلوب وبأسهل أسلوب فإذا أطاعوك وإلا فلست بمقصود.