أولاً: لا ينبغي لمسلم أن يأتي إلى بيته (بالدش)؛ لأن معناه أنك تستمطر كل ما في قنوات السماء من شر، وتدخله على أهلك وعلى زوجتك وأولادك، وأنت مأمور بحمايتهم وإصلاحهم، ومسئول عنهم يوم القيامة، فالله يقول:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً}[التحريم:٦] أو قال: أوردوهم النار؟ والذي يأتي بالدش إلى بيته هل هو يورد الخير على أهله أم يورد الشر؟ لا يوجد أحد -أيها الإخوة- يستطيع أن يقول: أنا أورد الخير على أهلي، وبعضهم يقول: إنما هي قنوات عربية فقط، فنقول: هو بعينه الشر والدعارة، وهل بعد ذلك من شر! ونقول: الباطل باطل، والمنكر منكر من أي طريق ومن أي مصدر، فعليك يا أخي! أن تتقي الله، واعلم أن عذرك هنا سيكون مردوداً عليك يوم القيامة إذا اعتذرت به بين يدي الله، وتجد بعض الناس يقول: أولادي يضيعون في الشوارع، فأنا آتي لهم بالدش من أجل أن يبقوا في البيت، يعني: كأنه يقول: أولادي يفسدون في الخارج فأنا أريد أن أفسدهم بيدي، سبحان الله العظيم! هل هذا هو الحل؟! إذا كان أولادك يضيعون في الخارج فاجمعهم في البيت على الخير، حاصر أولادك واحفظهم، أما أن تأتي لهم (بالدش) ليسمروا على ما حرم الله فلا والله.
أيها الإخوة: لقد وقع كثير من الناس في مثل هذا الشر، وبعضهم تنبه وأدرك الخطر وأبعده، وبعضهم انهزم أمام شهوة نفسه أو زوجته وأولاده، ولكن سيجر الندم فيما بعد، وما يحصل اليوم من مشاكل ومآس ومن فضائح لا يعلمها إلا الله، كلها بأسباب هذا الوباء وهذا الخطر، -والعياذ بالله- لماذا؟ لأن الشخص ينتقل إلى كل قناة في الدنيا، يجلس (والريموت كنترول) في يده وينتقل به من قناة إلى قناة، ومن مباراة إلى مباراة، ومن فيلم إلى فيلم، ومن مسلسل إلى مسلسل، حتى أن بعضهم لا يأتيه النوم إلى الفجر، فإذا جاء لينام رفضت عيناه أن تغمض، تجبست عيناه في رأسه، والأولاد لا يذاكرون الدروس، يقول أحدهم: والله الولد كان يأتي الترتيب الأول ولما دخل (الدش) في الشهر الثاني جاء ترتيبه الحادي عشر، (رجع عشر مراتب)، قلت: جيد! الشهر الثالث لن ينجح مطلقاً، وشخص آخر يقول: زوجتي أنام وهي بجانبي، وبعد أن نكمل كل شيء ونريد أن ننام، يقول: أغمّض وأفتّح وأنظر وإذا بها ليست عندي، ذهبت عند (الدش)، تريد أن تسمر.