إذا زدت من الشكر زادك الله من النعم، لكن إذا أعطاك ربي وبعثرتها وما قدرتها، وأهنتها؛ سلبها منك {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}[إبراهيم:٧] إن شكرت نعمة الإيمان والهداية والدين وتمسكت بها زادك الله من نعمة الإيمان والدين.
انظروا! لا ينصرف ذهن أي إنسان إذا ذُكرت النعمة إلى أنها نعمة المال أو العافية، لا.
هذه نِعَم، لكنها نِعَم مشتركة بين المسلم والكافر، بل إنها نِعَم تزيد عند الكفار أكثر من المؤمنين، جاء في الحديث الصحيح يقول عليه الصلاة والسلام:(إن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الدين إلا من يحب؛ فمن أعطاه الدين فقد أحبه).
ولذا صرف الله النعم الدنيوية عن أنبيائه صيانة لهم، وبسطها على أعدائه مكراً بهم، هل معنى هذا أنه لما أعطى الله قارون نعمة المال أن الله يحبه، ولما أعطى الله الوليد نعمة الولد هل الله يحبه؟! ولما أعطى الله فرعون نعمة الملك هل الله يحبه؟! لا.
لكن يمكر بهم، ولهذا يقول الله تبارك وتعالى:{فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ}[التوبة:٥٥].