يقول: إني أحبك في الله -نسأل الله عز وجل أن يجعل حبنا وحبك في الله- لي صديق ذهبت إليه قبل مدة ونصحته، وقبل نصيحتي واستجاب لها واغتسل -كأنه ما كان يصلي- وغيَّر ملابسه وخرج معي إلى محاضرة لك في هذا المسجد، يقول: وحضرنا المحاضرة وبعد ما انتهت المحاضرة خرجت أنا وهو إلى البيت وتعشينا في البيت وقال: عليك أن تمر علي في كل ندوة، وانبسط الولد جداً وتاب إلى الله، وبعد ما ذهبت إلى بيتي وتركته لمدة لأنني كنت مشغولاً بقراءة القرآن؛ وذلك أنني كنت حديث عهد بتوبة فقلت: أقوي إيماني بالقرآن، وذهبت إليه بعد شهر وأخذته معي لزيارة بعض الإخوة في الله، وقلت له بأني سوف آخذه إلى العمرة في آخر الأسبوع إذا لم ينزل معي أهلي، فذهب أهلي معي وذهب هو مع بعض الزملاء الطيبين إن شاء الله ليلحقنا إلى العمرة، وصدم ثلاثة جمال في الطريق وتوفي وهو ذاهب إلى العمرة -نسأل الله أن يغفر له {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ}[النساء:١٠٠]، انظروا النهاية الطيبة لهذا الشاب- يقول: فمات هو وبقي صاحبه فهل يعتبر شهيداً أم لا؟ علماً: أنه مات بإحرامه، وكان ينوي الذهاب إلى العمرة أفيدوني أفادكم الله؟
الجواب
هذا يبعث يوم القيامة محرماً وملبياً، فالناس يخرجون ويصيحون وهو يقول: لبيك اللهم لبيك، هذا نسأل الله أن يكون شهيداً؛ لأنه ورد حديث في مسند الإمام أحمد وفي سنن أبي داود والسند صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(الشهداء سبعة: القتيل في سبيل الله شهيد والمطعون شهيد -المطعون الذي يصاب بالطاعون-، والغريق شهيد، وصاحب ذات الجنب شهيد -الذي يأتي مرض اسمه داء الجنب تلصق الرئة في الجنب هذا- والمبطون شهيد) الذي يأتيه إسهال في بطنه حتى يموت ويسمونها الكوليرا، وهي داء يصيب البطن فيحدث عند الإنسان إسهال حتى يموت (وصاحب الحريق شهيد، والذي يموت تحت الهدم شهيد، والمرأة تموت بجمع شهيدة) بجمع يعني: تموت وهي حامل ويموت جنينها في بطنها، فلم تكن هناك عمليات جراحية وقيصرية وفتح بطن، فهذه شهيدة، وهذا المتردي بالسيارة يدخل ضمن من يموت بهدم، فإن البيت إذا انهدم على صاحبه فمثله السيارة إذا وقعت عليها كارثة وانهدمت بفعل صدامها بجمل أو بسيارة أخرى أو بغيره، نسأل الله أن يجعله في عداد الشهداء، ولكن متى يكون شهيداً أيها الإخوة؟ إذا كان صالحاً، أما إذا كان فاسداً لا يصلي ومات في البحر فلا يصير شهيداً، وإذا مات في الحريق لا يصير شهيداً، وإذا مات في حادث لا يصير شهيداً، متى يصير شهيداً؟ إذا مات وهو طيب فإن الله يرفع درجته ويجعله إن شاء الله من الشهداء.