[الحرص على اختيار الزوج الكفء]
ثانياً: نقول لأختنا المسلمة عند الإقدام على الزواج: عليك أن تحسني اختيار الزوج، وهو من توفرت فيه معاني الالتزام بدين الله، والرضوخ والإذعان لشريعة الله، والرضا بالعيش في ظلال هذا الدين، واحذري من الإشاعات التي يروجها الشياطين عن المتدينين منها: عدم توفيره لوسائل اللهو، بعض البنات تقول: لماذا أتزوج إنساناً ليس عنده لا تلفاز ولا فيديو ولا شيء، هذا سوف يعقدني أو الخوف من التعدد، بعض النساء تقول: لا تتزوجي (مطوعاً) من يوم يأخذك سوف يأتي بواحدة غيرك، وأن هذه الحياة تكون معقدة معه، وفيها كلفة.
هذه إشاعات مغرضة الهدف منها: تنفير الفتيات الملتزمات من الشباب الملتزم، وبالتالي التورط مع شريك حياة -زوجٍ- فاسقٍ لا يراقب الله ولا يقيم لدين الله وزناً.
أما دعوى عدم توفيره وسائل اللهو فهذه تعتبر ميزة في الرجل المسلم وليست صفة نقص بل هي صفة كمال فيه؛ لأنه مسئول أمام الله عز وجل عن هذه الزوجة، ومسئوليته تفرض عليه أن يكون جاداً مع نفسه، وألا يترك لنفسه المجال إلا في حدود الحلال والمباح، وهو ما يتوفر في حياة الملتزمين -والحمد لله- من النكتة البريئة، والنزهة الهادئة، وهو ما تشعر به كل مؤمنة تزوجت بمؤمن، بل لقد صرحت بذلك إحدى المؤمنات وقالت: والله لو يعلم النساء الأخريات ما نحن فيه من السعادة لحسدونا عليها، تقوله واحدة لي في الهاتف: والله قد كنت أتصور أن حياة النساء مع الملتزمين عذاب، ولكن والله إنها أكرم وأعظم حياة أن تعيش المرأة مع رجل ملتزم يخاف الله عز وجل.
أما دعوة التعقيد فمردودة من أساسها، فالمتدين ليس معقداً ولكنه إنسانٌ منضبط السلوك محدد الاتجاه، وهذا يسّهل العيش معه لمعرفة اتجاهه، أما ذلك المنفلت فمن الصعب التعامل معه، لأنه غير محكومٍ بمنهج وغير منضبطٍ بأي أمر.
أما التعدد ودعواه أنه يتزوج، وما تخشاه المرأة من حصوله فهذا لا مكان له إذ لا يتم أولاً إلا نادراً، وعندما يتم فبشروطه: من العدل والإنصاف ومراقبة الله، وخير لك -أيتها الأخت في الله- ألف مرة أن تكوني زوجة أو أن يكون لزوجك امرأة أخرى حلالاً خير وخير من أن تكون له رفيقة حراماً، بعض النساء تقول: لا، لا أريد زوجي أن يعدد.
فيقعد معها لكن معه عشرين صديقة ورفيقة وأقربهم الخادمة لأنها قريبة في المنزل، فكيف يذهب يبحث عن صديقة والخادمة في البيت، حتى إن أحدهم عندما يأتي بخادمة يسافر إلى الخارج ويقول: أعطوني صورهن لأرى.
ويختار واحدةً كأنه يريد أن يتزوج بها، وترضى زوجته بأن يعاشر الحرام وما ترضى أن يعدد في الحلال؛ فيكون هو يعيش على الحرام وتكون هي تعيش على الحرام؛ لأنه إذا انتهك حرمات الله لم تبق هي قاصرة عليه؛ لأن من زنا زُني بأهله ولو بحيطان جداره:
عفوا تعفُّ نساؤكم في المحرم وتجنبوا ما لا يليق بمسلم
إن الزنا دين فإن أقرضته كان الوفا من أهل بيتك فاعلم
وكما يقال: (الذي يدور على الناس يدور الناس عليه) والذي يعف نفسه عن الناس فإن الله عز وجل يجعل الناس يعفون عن عرضه، فما دام هو فسد مع الخادمة وفسد مع الأخريات تفسد زوجته مع السائق والآخرين، والعياذ بالله! والجزاء من جنس العمل، وقد قيل: (من دق باب الناس دقوا بابه)، فخيرٌ لكِ أن يكون لزوجك امرأة أخرى حلالاً من أن تكون له رفيقة حراماً تدمر حياتك وحياة زوجك وأبنائك.