للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تكليم السباع والجمادات للناس]

من علامات الساعة: تكليم السباع والجماد للناس، كيف هذا؟ اسمعوا الحديث، روى الإمام أحمد في مسنده عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: عدى ذئبٌ على شاة -في عهد النبي صلى الله عليه وسلم- فتبعه الراعي، وانتزعها منه -طارده حتى أطلقها- ولما أخذها أقعا الذئب على ذنبه -أي جلس على فخذه وذنبه وارتكز على يديه هذا هو الإقعاء- وقال: ألا تتقي الله تنزع مني رزقاً ساقه الله إلي، فقال الراعي: عجباً! ذئبٌ مقعٍ على ذنبه يكلمني كلام الإنس، قال الذئب: ألا أنبئك بأعجب من ذلك؟ -أن أكلمك بلسانك ولكن أتريد الأعجب من هذا؟ - محمد صلى الله عليه وسلم بـ يثرب يخبر الناس بأنباء ما قد سبق، قال: فأقبل الراعي يسوق غنمه حتى دخل المدينة، فزواها إلى زاوية من زوايا المدينة ثم أتى رسول الله صلى عليه وسلم فأخبره الخبر، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فنودي بالصلاة جامعة، ثم خرج فقال للراعي أخبرهم، فأخبرهم، فقال صلى الله عليه وسلم: صدق! وهذه من علامات الساعة، ثم قال: (والذي نفسي بيده! لا تقوم الساعة حتى يكلم السباع الإنس، ويكلمه عذبة سوطه، وشراك نعله، ويخبره فخذه بما أحدَث أهله بعده) هذه من علامات الساعة.

وقد يكون هذا الذي يخبر به النبي صلى الله عليه وسلم إما شيئاً خارقاً للعادة والمألوف كما نشهده فيما أخبر الله عز وجل عنه به من شهادة الأعضاء على الإنسان يوم القيامة: {الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [يس:٦٥] أو كما قال عز وجل: {وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ * حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [فصلت:١٩ - ٢٠] يمكن أن يكون هذا هو المقصود، أو بما سيمكن الله البشر من علوم ومخترعات يستطيعون بها تسجيل الأصوات مثلما هو حاصل الآن، بعض الناس يضع مسجلاً في زاوية من زوايا البيت لا تعلم بها المرأة، وإذا رجع فتح المسجل، وقام المسجل يعطيه كل شيء، وبعضهم يضع المسجل على التلفون، فيسجل المكالمات التي تأتيه ولا يدري أحد بها، هذا مما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم.